الماستر سين فى لغة السينما هو أعلى مشهد فى الفيلم من الناحية الفنية، من الممكن أن تنسى تفاصيل الفيلم ولكن لا يمكن أن تنسى هذا المشهد الماستر سين، الذى يلخص لك الفيلم أحياناً فى لقطة، وجدت رسالتين على إيميلى اعتبرتهما ماستر سين الشارع المصرى الآن، لا تستطيع أمامهما إلا أن تبكى على حال هذا الوطن الذى بيع عقله ووجدانه تسليم مفتاح للوهابيين.

تقول الرسالة الأولى: «هناك مد وهابى انتشر فى مصر بشكل لا يمكنك أن تتخيله، بكل أسف الشارع المصرى كله يتعاطف مع التطرف، وإن كان لا يمارس الإرهاب بيده فبلسانه وبقلبه قائلا آمين، أعمل مرشدا سياحيا ولى رفيق عمل منذ فترة قليلة أطلق لحيته وحلق شاربه، ولكنه لم يترك العمل بالسياحة من باب أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن السياح الأجانب الذين يسيرون من خلفه هم كفرة ولكن أموالهم حل لنا!!!،

ى صباح أحد الأيام تقابلت معه كنا نشترى تذاكر دخول قلعة صلاح الدين وكل منا يصطحب مجموعته، تقدم الزميل إلى موظفة الشباك (محجبة) لشراء التذاكر، وإذ به يعنفها ويحتد معها بالكلام لأن جهاز الراديو الصغير الخاص بها يتوقف على محطة غير إذاعة القرآن، بدأ يصرخ فى وجه الموظفة ويقول لها إنها بذلك تعذب الملائكة وأنها لابد أن تسمع القرآن فقط، ارتعبت منه الموظفة وقالت له إنها لا تسمع غير القرآن وأن أحد العاملين هو الذى غيّر المحطة!!!!

، هذا هو سلوك مرشد سياحى، تعلم فى الجامعة، وقرأ العديد من الكتب، وسافر إلى الخارج، ويتعامل بشكل يومى مع السائحين، وهذا هو منطقه!!!! فماذا يكون منطق وتفكير شخص غير متعلم، سيدى عندى مئات القصص من هذا القبيل أشاهدها وأرصدها فى حياتى اليومية، وكلها تجعلنى أرى الصورة قاتمة وأرى مشارف غرق هذا الشعب فى هوة الوهابية رأى العين».

الرسالة الثانية تقول: «أقدم لك أغرب قصة عشتها منذ أيام، أنا خريج كلية تجارة وأعمل فى مجال الدعاية والإعلان، ومنذ 10 أيام جاء إلىَّ حاج ورجل محترم جدا وطلب منى أكتب أسماء الله الحسنى على الرخام من أول الجامع إلى آخره وبالكمبيوتر - ملحوظة هذا الرجل كان بينه وبين جدى شغل منذ أربعين عاماً - وذهبت معه للجامع فى حوض 10 فى الإسكندرية، وأخذت المقاسات وقامت الصلاة وبدأ الناس يدخلون للوضوء للصلاة، فقال لى أقعد على الكرسى ده على جنب فى آخر الجامع وبعد ما نخلص الصلاة هكمل معاك بقية الطلبات، وبالفعل جلست وإذ بى وأنا أجلس دخل شاب لحيته طويلة جدا، وعندما رأيته عرفته لأنه كان زميلاً فى المدرسة فى فترة الثانوية العامة، فوقف ونظر لى نظرة طويلة، وبعد الصلاة وجدت زميلى جمع خمسة أشخاص وبدأ صوته يعلو ويشاور على قائلاً: إيه اللى دخله هنا الجامع ده، الواد ده مسيحى ومش المفروض يخش هنا، وبدأ الكل ينظر لى ونفسهم يفترسونى، وبعدها طلبت الاعتذار من الحاج،

فقال لى أنا شفت اللى حصل ومتقلقش سيبك منهم هو إنت داخل تبهدل الجامع ولا تعمل شغل يزينه وأعطانى العربون وذهبت، واتصل بى ثانى يوم وقال لى هات الشغل وتعالى 7.30 صباحا ميكونش فيه حد علشان ميحصلش مشاكل، فوافقت على كلامه وقال لى علشان العيال دول ميكونوش جم الصبح وتخلص شغلك قبل صلاة الظهر وتمشى على طول، وساعتها أحسست بالخطر فرافقنى فى الشغل والدى لقلقه علىَّ وأخو المدام، وبدأنا فى العمل مذعورين، متسربعين، خائفين مما قد يحصل لنا والحاج كمان مستعجلنا وصارحنى قائلاً إنهم تكلموا معه ومش عايزين حد مسيحى يعمل شغل فى الجامع، فكدب عليهم وقال: إن الشخص ده سعره غالى جدا وأنا رفضت الشغل معه وطردته، وخلصنا الشغل قبل صلاة الظهر بربع ساعة ومشينا، قبل ماحد يكشفنا»!!.