أشفق على شيخ الأزهر من مافيا بيزنس بول الإبل والحجامة والمتاجرين بالطب النبوى، فرغم قامته الدينية فلن ينجو فضيلته من تكفيرهم واتهاماتهم له بإنكار المعلوم من الدين بالضرورة، وقد بح صوتنا بأنه ليس هناك ما يسمى الطب النبوى، بل هناك طب مورس فى زمن النبى،

ومن الممكن جداً هجر هذه الممارسات لأنها ليست وحياً ربانياً إلى الرسول، فالعلم يتقدم وما أمر به الرسول هو ضرورة التداوى، لكن تفاصيل هذا التداوى متروكة لتقدم العصر والعلم، ولا ينتقص من قدر الرسول على الإطلاق أن يكتشف العلم الأفضل والأنفع فى الطب وغيره من العلوم!،

وإذا كان هناك أفراد أو تيار يسىء إلى الرسول فهم أولئك المنتمون لحزب الطب النبوى، والمصرون على عدم البحث فى متن الحديث ونسبيته الزمنية، فما دام موجوداً فى البخارى فالكلام انتهى ولا تعقيب، ولو كان هذا الكلام صحيحاً لما عقب الشيخ الغزالى على بعض أحاديث البخارى مثل فقء موسى عين ملك الموت، ولما رفض شيخ الأزهر العلاج بأبوال الإبل، بل لنادى بحملة لمحاربتهم عندما اكتشف النصب والدجل، الذى حدث لواحد من أقاربه فى مرسى مطروح!

بح صوتنا عندما ذكرنا بديهيات الطب القائم على الدليل، قلنا إن الإنترنت ليس مصدراً طبياً أكاديمياً، فهو مجرد سوبر ماركت من الممكن أن تجد على رفوفه منتجاً صالحاً وآخر طالحاً «منتهى الصلاحية»، وأن هناك مواقع لعبادة القمر على الإنترنت فهل سيعبد تجار بول الإبل القمر لأنه مذكور على الإنترنت!!، لا تقل فلاناً قال على النت كذا، بل قل فى مجال الطب المجلة العلمية المحكمة قالت وذكرت كذا وكذا.

لم يعد بول الإبل مثار نقاش وجدل نظرى، بل أصبح أكل عيش و«بيزنس» بالمليارات تقف وراءه هيئات ودول، وأتذكر أنه فى معرض الكتاب، أى فى محفل الثقافة والعلم، كان هناك كشك لبيع بول الإبل، كان صاحبه يوزع على الطابور المزدحم نشرة دواء البول وكيفية استعماله وأرقام تليفوناته، ويعرض عليهم استعداده لتوصيل البول دليفرى إلى المنازل!!، والله أعلم هل هو بول الناقة أم بول صاحب الكشك؟!

طريقة الاستخدام تقول: مقدار من فنجان قهوة أى ما يعادل حوالى ثلاثة ملاعق طعام من بول الإبل ويفضل أن تكون بكراً، ثم يخلط مع كأس من حليب الناقة ويشرب على الريق، ويؤكد صاحب المحل أن المريض يشعر بتحسن حالته الصحية سواء كان سرطاناً أو كبداً أو عجزاً جنسياً خلال أيام قليلة!!

يا شيخ الأزهر مطلوب إنقاذ عقول المسلمين من سكان كهوف الماضى وتجار بول الإبل، ليس من المعقول أن يعالج الغرب بالخلايا الجذعية ونعالج نحن بالبول، لا يمكن أن تكون ساحة انطلاقهم هى المعمل، وساحة انطلاقنا هى التواليت!