ردود القراء بصندوق بريدى لا أعتبرها نقداً شخصياً بقدر ما أعتبرها عيناً ثالثة تساعدنى على قراءة أدق لعقل مصر، وما يصلنى من معظم الردود يحفزنى أكثر على الكتابة خارج النص والسباحة ضد التيار الذى غيّب عقل الوطن، ولذلك قررت أن تقرأوا معى ثلاثة نماذج من هذه الردود بلا تعليق:

الرسالة الأولى من كريم عبدالله فهمى، رداً على ما كتبته عن فان جوخ، يقول: «ياريت تفهّمنى إيه الرائع أوى فى لوحة زهرة الخشخاش، واللى مخليك زعلان أوى إن محسن شعلان قال عليها زبالة.. طب على فكرة أنا متذوق أوى للفن بكل أنواعه ومذاهبه وبرضه متفق معاه فى الرأى إنها فعلا لوحة زبالة، ولو إنت بتفهم فعلا كنت قلت كده، ولّا هى بس عقدة الخواجة اللى مجنناكم كلكم.. دى لا فيها اختيار ألوان ولا ذوق ولا جمال ظلال ولا أى حاجة فذة يعنى!

وسمعت كمان إن تصنيفها عالميا إنها أقل لوحات فان جوخ جمالاً، وبعدين بذمتك يا راجل مين هو فيسنتى فان جوخ أصلا؟! نبى من أنبياء ربنا ولاّ إيه الزيادة فيه؟

أنا اتفرجتله على كذا لوحة على النت وبصراحة كلهم فعلا زبالة، وأى فنان مصرى أكاديمى أو موهوب عندنا ممكن يطلّع حاجات أجمل كتير من كده، بس هى عقدة الخواجة زى ما قلتلك، أنا بس حزين على التمن اللى اتقدرت بيه اللوحة كان ممكن يحل مشاكل ناس غلابة ياما، علشان لازم يكون لكل شىء حدود ومش ممكن لوحة تعبانة ماتساويش تمن الزيت اللى عليها توصل قيمتها لـ٣٠٠ مليون جنيه زى ما سمعت.. ولّا أنا غلطان؟ ياريت ترد علىَّ لو مش واخداك الجلالة والنعرة الفاضية على كلام فارغ زى ده!».

الرسالة الثانية من الأستاذ ظريف كامل حكيم، وهو من رجال التعليم، معلقاً على ما كتبته عن معجزة الزيت، يقول: «الخلط بين المعجزة فى المسيحية (زيت العذراء مريم الشافى- ظهور العذراء مريم المتكرر فى كنيستها بالزيتون ١٩٦٨.... إلخ) وبين (الشعوذة والطب النبوى والديك الذى يؤذن للصلاة فى عزبة سرير بمحافظة المنيا) مرفوض مرفوض..

المسيحية من أهم سماتها المعجزة. السيد المسيح له المجد كان يجول يصنع خيرا (العُمى يبصرون والعُرج يمشون والبُرص يطهرون والصُّم يسمعون والموتى يقومون) تلك المعجزات حقائق فوق قدرة العقل، أما ما يروجه البعض من حكايات الديك والجن...

إلخ، فتلك هى الشعوذة والدجل لذا لزم التنويه، ومبارك شعبى مصر، جدير بالذكر أنه فى الآونة الأخيرة حدثت المعجزة فى اجتماع القس مكارى يونان (مساء أيام الجمعة)، الذى يحضره مسلمون ومسيحيون (حيث السيد المسيح حاضر فى الوسط) والذى يعقد بالكنيسة المرقسية فى الأزبكية، المعجزة هى استعادة شاب مسلم الديانة البصر بين فرحة الحاضرين ودهشة الجميع، يحتار العقل أمام تلك المعجزات الإلهية ليتمجد اسم الرب».

الرسالة الثالثة من الأستاذ أحمد بدوى، تعليقاً على قضية الجن والقاضى السعودى، يقول: «الجن مذكور ووارد بكتب الديانات السماوية الأخرى ولم يخترعه الإسلام. الجن ثبتت حقيقة وجوده من خلال شهادات أناس بعينهم من مختلف الأديان والأعراق، وفى كل أنحاء ودول الأرض، متخلفيها ومتقدميها،

أما عن دخول الجن بدن الإنس وخلافه، وما يمكن أن يقوم به الجن فقد أخبر الله سبحانه وتعالى فى كتابه المحكم بأن الجن من الممكن أن يفعلوا أشياء خارجة عما اعتاده بنى آدم. السحر شىء موجود فى كل أنحاء العالم المتخلف والمتقدم، البائد والمعاصر، وأخبر به القرآن حتى إنه يُدرّس فى أوروبا وأمريكا.. وما هو السحر؟ أرجو الإجابة من جانبك».