«أنا لو كنت من لعيبة الأهلى كنت سبت اللعب وعجنت الحكم»!!، هذه الجملة لم يقلها بلطجى من بلطجية الألتراس أو شاب صايع مكبوت جالس على مقهى على بابا يشاهد الماتش أو مشجع مهووس يحمل المطواة فى جيب والشمروخ فى الجيب الآخر، وإنما قالها الإعلامى المحترم تامر أمين، الذى يقدم أهم برنامج فى التليفزيون المصرى!!،

مازلنا نعانى مما فعله الإعلام المصرى بنا بعد مباراة الجزائر من تجييش وتهييج وتحويل البشر إلى قطعان ثائرة بلا عقل، مازلنا نعانى من تهميش العقل لصالح أردأ وأسوأ ما صدرته الرياضة لنا وهو التعصب، استبدلنا الشلوت واللكمة والبصقة والروسية بالمخ والحكمة والفكرة والحوار، لم نعترف أبداً بأننا أسوأ شعوب الأرض فى مجال الرياضة كما فى مجالات أخرى كثيرة، وعلينا بعد الاعتراف بأن نبدأ الإصلاح بكل تواضع ودون نبرة غرور أو تعال، نحن فى الحضيض رياضياً، ميدالياتنا فى الدورات الأوليمبية طوال تاريخنا منذ توت عنخ آمون لم تصل إلى ربع ما حققه سباح أمريكى واحد، لدينا أكثر مشجعين وأقل ممارسين، لدينا أكبر مصفقين وأقل لاعبين، ولدينا الأستاذ تامر أمين.

لم يفصل الأستاذ المبجل المحترم تامر أمين الذى ندفع راتبه من ضرائبنا الذى يعمل فى تليفزيون الدولة بين جلوسه على المقهى وجلوسه فى الاستوديو، مهما كان الحكم سيئاً لا يصح كمذيع أن تقول مثل هذا الكلام السفيه، لا يصح أن تقول أبوشنب مخطط.. العيل.. كان قاعد يشرب شاى ع الدايرى.. إلخ، أنت القدوة تعلم الشباب أن يأخذ حقه بيده وبعدها تأتى بصوتك الرخيم لتعلمنا الانضباط وهدوء النفس وتشتم فى انفلات المظاهرات!!، بدلاً من أن تعلمهم ألا يكونوا كبركات الذى لكم اللاعب التونسى ولا تبرر بالضغوط النفسية، بدلاً من أن تعلمهم أنه لا فرق بين هدف تونسى جاء باليد ولكنه ظاهر وغشيم وبين هدف مصرى جاء باليد أيضاً ولكنه جاء بحرفنة وفهلوة وتم السجود من صاحب الهدف لله بعدها!!، بدلاً من أن تعلمهم أن الرياضة لو علمتنا التعصب وضخمت أسوأ ما فى البشر وهو اندفاع الغريزة فبلاها رياضة!!، بدلاً من كل هذا تفرد عضلاتك كرامبو وتروح تعجن الحكم وكأن سيادتك فى فرن بلدى!

شجع فى بيتك كما تريد يا أستاذ تامر وبالطريقة التى تعجبك، اخبط ع الترابيزة.. شد فى شعرك.. اشتم وسب والعن خاش أبوالحكم واللاعبين كما تحب وتهوى، فأنت قابع فى جدران بيتك لا يحاسبك أحد، ولكن أن تخرج علينا من شاشة تليفزيون الدولة بهذا السلوك الألتراساوى المنفلت وكأن البرنامج عزبة خاصة لسيادتكم أو دوار مكتوب لحضرتكم فى الشهر العقارى فهذا مرفوض، لأن عقولنا لابد أن تكون فى رؤوسنا لا فى أقدامنا، ولابد أن يكون الإعلامى أكثر عقلاً واتزاناً، يجب أن تكون له رؤية، يجب ألا يذبح أى مقدس إعلامى فداء لصنم الجماهيرية حتى ولو كانت غوغائية مسيطرة.

يا أستاذ تامر لا تنه عن فعل وتأتى مثله.. عار عليك إذا فعلت عظيم.