اتصل بى الكثير من أساتذة الكبد المصريين غاضبين من الخبر، الذى علقت عليه فى مقال أمس عن حرمان أب من حضانة ابنته بسبب مرضه بفيروس سى، من بينهم د. يحيى الشاذلى، رئيس قسم الكبد بطب عين شمس، ود. هشام الخياط، أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس، ود. جمال شيحة، أستاذ الكبد بطب المنصورة.. الغضب كان سببه الصدمة من نقص الوعى الطبى الحاد بهذا المرض، الذى يصيب أكباد أكثر من ١٢% من أفراد الشعب المصرى أطفالاً وشباباً وشيوخاً، والدهشة من أنه رغم الجهد الهائل، الذى يبذله هؤلاء الأطباء لرفع الوعى الصحى، فإن طرق العدوى بهذا المرض لاتزال مجهولة بالنسبة لكثير من أفراد الشعب المصرى، ولاتزال المجتمع يميز ويمارس الاضطهاد ضد مرضى الكبد، ولايزال الوزارات والهيئات والمؤسسات والأفراد ينفون مريض فيروس سى خارج الفردوس، ليظل محبطاً يائساً، يلفه إحساس بعدم الأمان وتؤرقه عدوانية الوطن تجاه مرض لا ذنب له فيه.

أرسل لى د. جمال شيحة بياناً مهماً صادراً عن جمعية رعاية مرضى الكبد يقول فيه: «إيماء إلى ما نشر فى جريدة (المصرى اليوم) بتاريخ ٢٥-٩-٢٠١٠ فى الصفحة الأخيرة عن حرمان أب من حضانة ابنته بحجة أنه مصاب بفيروس سى، فإن جمعية رعاية مرضى الكبد بالدقهلية يهمها توضيح الآتى للرأى العام:

١- إن فيروس سى لا يمكن أن ينتقل سوى عن طريق نقل الدم أو الأدوات الملوثة بدم من الشخص المريض إذا لامست جرحا فى الشخص السليم.

٢- إن فيروس سى لا ينتقل بالمخالطة العادية ولا عن طريق الطعام أو الشراب، ولا ينتقل حتى بالعلاقة الزوجية وهى أكثر العلاقات قربا وحميمية، فكيف يمكن أن يحرم أب من حضانة ابنته لأنه مصاب بفيروس سى.

ومن هنا، فإن القول بحرمان أب من حضانة ابنته بسبب أنه حامل فيروس سى، لهو أمر بعيد تماما عن الصحة علميا وطبيا ولا مبرر له من هذه الناحية على الإطلاق.

٣- إن الجمعية تعتبر ذلك تمييزا خطيرا ضد مرضى فيروس سى، وهو ما ينبغى تصحيحه فورا ودون إبطاء ومنع حدوثه مستقبلا بأى صورة من الصور.

وفى هذا السياق، ينبغى التذكير بأن أشكال التمييز ضد مرضى فيروس سى قد تعددت بسبب غياب المعلومات الصحيحة عن هذا المرض، فنجد الشباب يمنع من الوظائف فى شركات البترول والبنوك وغيرها بسبب ذلك، وهو أمر لا مبرر له علميا ولا طبيا، ويعتبر فى جميع الأحوال تمييزا ضد هؤلاء الشباب، وحرمانا لهم من حقوقهم الإنسانية الأساسية بلا مبرر.

وتهيب الجمعية بالسيد النائب العام التدخل لإعطاء السادة أعضاء النيابة والهيئات القضائية المعلومات الأساسية اللازمة عن فيروس سى، حتى يمكن لهم اتخاذ القرارات الصائبة التى تخدم روح القانون فى هذا الموضوع، الذى يمكن أن تكون له تداعيات اجتماعية ونفسية مهمة.

كما تهيب الجمعية بالسادة الإعلاميين العمل على نشر الحقائق السليمة عن فيروس سى وتوضيح ذلك فى جميع وسائل الإعلام».