تعالوا نتعرف على شاعر عربى عراقى ممنوع على شاشات التليفزيونات العربية برغم أنه يسكن وجدان معظم القراء العرب المهتمين بالشعر، الشاعر هو أحمد مطر، شاعر قضيته الرئيسية بل الوحيدة هى الحرية، وهو من أجل عيون هذه الحرية نقل الشعر من شرفات العشاق إلى أقبية الزنازين، وحوله من أداة تطريب إلى أداة تحريض، وكل أمله أن يقتحم الشعر أحراش الواقع مرفوع الرأس معتزاً بنفسه بدلاً من أن يدخل قصور الأثرياء مطأطئ الرأس يتسول فتات الموائد، وسنجعل أحمد مطر يقدم نفسه من خلال كتاباته النثرية وحواراته، فأنا عاشق لنثر الشعراء، قبل الولوج إلى عالم قصائده الشعرية، يقول أحمد مطر:

«أبحث عن التميز بحيث يكون للحبر رائحة دمى وللكلمات بصمات أصابعى».

«الواقع ليس أرحم من شعرى، فالواقع زنزانة موصدة مكتظة بالدخان الأسود وكل ما فعلته هو أننى وصفت هذا الواقع ودعوت إلى الخروج منه، فما ذنبى إذا كان الوصف يزعج اختناقكم؟ وما حيلتى إذا أمسيتم - لفرط التسمم - تعتقدون أن الدخان هو جزء من مسامات أجسادكم؟!!».

«غربتى بدأت بمولدى، وأحسب أنها لن تنتهى إلا إذا انتهت غربة أوطانى نفسها».

«بيانات بطاقتى الشخصية كالتالى:

العمل: كنس العروش الفاسدة.

الحالة الاجتماعية: رب بيت.

الارتباط: بقضية كل إنسان ضعيف ومستلب.

مكسبى: احترامى لذاتى.

خساراتى: أرباح، أصبحت لكثرتها أغنى الأغنياء، ففى كل صباح أستيقظ فأجدنى معى، أحمد الله ثم أبدأ بتفقد كنوزى، أدق قلبى الجريح فترد كبريائى «أنا هنا»، أتفحص جيبى المثقوب، تضحك أناملى لا تتعب نفسك لم أقبض صكاً من سلطان، أتلمس روحى تبتسم آلامها، اطمئن لم يستطيعوا اغتصابى».

«الموت مصير كل حى، ومادام الأمر كذلك، فلماذا يؤجل العاقل موته النظيف الذى يأتى مرة واحدة، ليواجه ألف موت قذر كل ساعة؟!!».

«من يحسنون السخرية هم أكثر الناس امتلاء بالأحزان».

«الشاعر الذى لا يدرك أنه سلطة فوق كل سلطة، عليه أن يشتغل بأى مجال إلا الشعر».

«الواقع السياسى العربى هو ملعب أمريكى يلعب فيه اثنان وعشرون لاعباً، فريق منهم فى الجهة الشرقية وفريق فى الجهة الغربية والجمهور مربوط إلى الكراسى بقوة، ممنوع عليه التدخين أو المشاركة أو الاحتجاج، ومسموح له فقط بأن يصفق أو يطبل أو يهتف يحيا العدل»!!».

وهذه إحدى قصائده لفتح شهيتكم على قراءة دواوينه:

فكرت بأن أكتب شعراً

لا يهدر وقت الرقباء

لا يتعب قلب الخلفاء

لا تخشى من أن تنشره

كل وكالات الأنباء

ويكون بلا أدنى خوف

فى حوزة كل القراء

هيأت لذلك أقلامى

ووضعت الأوراق أمامى

وحشدت جميع الآراء

ثم بكل رباطة جأش

أودعت الصفحة إمضائى

وتركت الصفحة بيضاء

راجعت النص بإمعان

فبدت لى عدة أخطاء

قمت بحك بياض الصفحة

واستغنيت عن الإمضاء