أثناء حوارى مع د. خالد مكين، أستاذ جراحة التجميل، عن شفط الدهون، تطرق الحديث إلى جراحة شفط الدهون من أجل أغراض غير تجميلية. أثار د. مكين نقطة مهمة، هى أن عمليات شفط دهون البطن لبعض المرضى المصابين بمرض السكر من النوع الثانى تحسنت حالتهم بعد العملية، وأيضاً بالنسبة للبدينات اللاتى عانين من العقم وتأخر الإنجاب، كانت عملية الشفط لهن عاملاً مساعداً على زيادة فرص الإنجاب.. كان حوارى معه فرصة للاطلاع على آخر الأبحاث التى تناقش خطر تراكم دهون البطن على الصحة العامة.

ما قرأته من أبحاث حديثة حول دهون البطن يدعو إلى الانزعاج ودق ناقوس الخطر، فهذه الدهون المتراكمة حول الخصر وأيضاً التى تتراكم حول الأحشاء تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والضغط والـ«ألزهايمر» والسكر والسرطان!! إنها الدهون المرهقة للكبد والبنكرياس، تندفع عبر الدورة الدموية للكبد لتضخ سمومها وإرهاقها عبر هذا المصنع العظيم، تضطرب معه هذه الدهون حساسية الأنسولين، فيضطرب معه إيقاع الجسم، ويتحول حزام البطن ويضيق حتى يصبح مشنقة للجسم كله.

المدهش أن دهون البطن أخطر على الصحة العامة والحياة من دهون الأفخاذ والأرداف، ولذلك يفضل خبراء التغذية الجسم الكمثرى الذى تتركز دهونه فى الأرداف على الجسم التفاحة الذى تتركز دهونه حول البطن!! وهناك بعض العادات الضارة تساعد على زيادة دهون البطن مثل التدخين، واستهلاك دهون ترانس وهى نوع من الدهون (الأحماض الدهنية) التى تتكون نتيجة لإضافة غاز الهيدروجين إلى الزيوت النباتية، بهدف جعلها صلبة القوام فى درجة حرارة الجو العادية، مثل التى يتم بها تصنيع ما يسمى بالسمن النباتى، سواء اللون الأصفر المعروف قديما عندنا أو الأبيض الذى يستخدم فى جميع منتجات الكيك والمخابز، وهذا النوع يرفع مستوى الكوليسترول السيئ، وتناول الأطعمة المقلية يزيد من خطورة هذه الدهون، وعدم ممارسة الرياضة أيضاً يجعلها تتراكم حول الخصر.

شفط الدهون ليس عملية تخسيس وإنما هو عملية إعادة تنسيق وإعادة نحت لجسم رشيق وزنه يقترب من المثالى لكن فيه بعض توزيعات الدهون الزائدة فى أماكن بعينها ومحددة، ولكن النقطة الجديدة التى لابد أن تطرح لمزيد من البحث هى دور هذه العملية فى تقليص أخطار دهون البطن التى صارت معلماً قومياً ووطنياً أشهر من الأهرام وأبوالهول!