ما فات من مسلسل الجماعة كوم وماسيأتى من أحداث كوم آخر، فقد دخلت الحلقات فى تشكيل التنظيم السرى للإخوان المسلمين وأعتقد أن اللغط والجدل والهجوم ستزداد حدته عند الحديث عن الاغتيالات وأهمها حادثة اغتيال رئيس وزراء مصر النقراشى باشا على يد طالب الطب البيطرى الإخوانجى عبدالمجيد حسن، الحادثة فارقة فى تاريخ الجماعه والدفاع عنها حتى الآن متهافت وستظل وصمة عار فى جبينهم إلى الأبد وهذا سر العصبية التى تنتاب الإخوان كلما فتحت هذه السيرة، وقد أرسل لى الأستاذ عبدالفتاح عساكر وهو من خيرة دارسى ومحللى الحركات الإسلامية وبالأخص الإخوان، رسالة طويلة وبها كثير من الوثائق والاعترافات التى يؤكد بها الأستاذ عساكر أن البنا كان على علم تام بمقتل النقراشى، والباب مفتوح للرد على الأستاذ عساكر وتفنيد آرائه لمن يريد.

يقول عساكر من واقع اعترافات القاتل عبدالمجيد الذى قال مندهشاً بعد تنصل البنا من حادث الاغتيال ببيانه الصحفى الشهير الذى كان عنوانه ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين «أعتقد أن المسؤول الأول عن جميع هذه الحوادث هو حسن البنا بشخصه، ولكن لا أملك سوى أدلة سماعية فقط. وقال عبد المجيد حسن أمام النيابة أيضاً إن خطة اغتيال رئيس الوزراء وضعت يوم ١٨ ديسمبر واتفق على التنفيذ فى ٢٣ ديسمبر ثم أرجئ التنفيذ إلى أن تتخذ التدابير لحماية الشيخ حسن البنا إذا اتجه التفكير إلى قتله انتقاما لاغتيال النقراشى، وقال عبدالمجيد إن محمد مالك الموظف بمطار ألماظة قال له إن قرار الحل يعتبر تحديا للجماعة وجرحا لهيبتها وجرأة من جانب الدولة، ولابد من أن تغسل بالدم هذه الإهانة وقال مالك: الناس ينتظرون عملا يقوم به الإخوان ضد من حل الجماعة، فاقترح أحد أعضاء الجهاز مهاجمة منزل النقراشى، فرد مالك قائلاً: «الشيخ البنا لا يريد أن يضحى بأكثر من واحد مقابل اغتيال النقراشى».

يتساءل الأستاذ عساكر سؤالاً بديهياً مشروعاً وهو هل لم يعلم البنا أيضاً بكل حوادث العنف والتى تعد بالعشرات والتى حدثت عام ١٩٤٨ فقط؟.. ونذكر منها:

فى ٢٢ من مارس ١٩٤٨ قُتل أحمد الخازندار بيد الإخوان.

فى ١٩ من يوليو نسف محال شيكوريل وأوريكو.

٢٠ يوليو نسف بعض المساكن فى حارة اليهود المصريين.

أواخر يوليو وأوائل أغسطس دمرت محال بنزايون وجاتنيو.

فى ٢٢ من أكتوبر ضبط مخزن كبير للأسلحة والذخيرة فى الإسماعيلية بعزبة الشيخ فرغلى أحد قادة النظام الخاص فى جماعة الإخوان، تبين أن بأرض إحدى الغرف سردابين بهما كميات ضخمة من القنابل والمفرقعات والمقذوفات والبنادق والمسدسات.

فى ١٢ من نوفمبر دمر انفجار شديد شركة الإعلانات الشرقية.

فى ١٥ من نوفمبر تم ضبط سيارة جيب أمام أحد المنازل بحى العباسية محملة بالصناديق الخشبية ولا تحمل نمرا معدنية وتم القبض على راكبى السيارة بعد أن حاولا الهروب واتضح أنهما من الإخوان.

فى ٤ ديسمبر قتل اللواء سليم زكى حكمدار القاهرة بقنبلة قذفه بها أحد الطلبة الإخوان.

المدهش أنه مازال هناك من يتساءل عمن صدر العنف إلى الفكر الإسلامى، وأفرخ تنظيمات الجهاد والقاعدة والتكفير والهجرة؟! إن فى قراءة التاريخ لعبرة ياأقدم أمة وأضعف ذاكرة.