منذ أن أقيل رئيس قطاع الأخبار بعد الخطأ الكارثى الذى حدث والجدل حول جدوى ماسبيرو لا ينقطع والهجوم عليه، وعلى العاملين فيه صار خبزاً يومياً، اليوم أفسح المجال وأترك المقال بدون تعليق لواحد من أبناء المبنى وهو الإعلامى حسام مصباح ليعرض وجهة نظره التى من الممكن أن أختلف حول بعض تفاصيلها، لكنى لا أختلف على حقه فى الطرح والعرض والحلم: فى الوقت الذى تشتد فيه حرارة السباق الرئاسى فى الولايات المتحدة تشتد هنا فى مصر حرارة سباق من نوع آخر! سباق الإجهاز على واحدة من أهم المؤسسات القومية والوطنية المصرية.. ماسبيرو اللافت للنظر أنه وبالرغم من الاختلاف الجذرى بين السباقين من حيث الموضوع والأهداف، فإنه يحمل بعض نقاط التشابه المثيرة من حيث الوصف والتشبيه، فكما يحلو للبعض وصف الرئيس الأمريكى فى نهاية دورته الرئاسية الأخيرة، التى لا يستطيع التجديد من بعدها بمصطلح البطة العرجاء، حيث لا يملك دعماً سياسياً كافياً لتمرير معظم قراراته وأفكاره، فهكذا هى كثير من قيادات ماسبيرو المجتهدة تضع الكثير من الخطط والأفكار والأطروحات للنهوض بالإعلام المصرى وتنفيذ الحلم الوطنى فى إعلام مشرف يخدم الوطن ويحقق آمال المواطن ولكنها وللأسف تتصادم بروتين العمل فى مؤسسة حكومية بكل ما تحتويه الكلمة من معانى البيروقراطية، وشح الموارد وافتقاد أدوات وآليات تنظيم دولاب العمل، فهى قيادات تحلم كثيراً، وتتمنى أكثر ولكنها فى النهاية تقف مكتوفة الأيدى أمام تشريعات تغل حركتها ولوائح تطبق بشكل آلى بعيداً عن كل معانى التجديد والإبداع بالإضافة لأصحاب نفوذ يفرضون سطوتهم ويضمنون بروز نجم أتباعهم حتى مع افتقار هؤلاء الأتباع للمهنية والكفاءة! فى الوقت نفسه يزخر هذا المبنى العريق، ماسبيرو، بعدد هائل من الكفاءات المهمشة والمنسية فى دهاليز أدواره الـ27 والذين يمكن أن نطلق عليهم مجازاً البطة السوداء لماسبيرو، حيث إنهم الفئة القادرة على التطوير والتجديد ومنح ماسبيرو قبلة الحياة، ومع ذلك يتم تجاهلهم وتهميشهم بل وإقصاؤهم فى بعض الأحيان لا لشىء سوى لكونهم بعيداً عن دوائر النفوذ والتحكم وكون البعض الآخر منهم منافس شرس لبعض المستفيدين من استمرار الوضع القائم! إن استمرار هذه السياسات وتجاهل هذه السيناريوهات المطروحة سيعجل بنهاية قاسية ومؤلمة لهذه المؤسسة العريقة التى حملت لواء الفكر والتنوير للأمة العربية بأكملها، والمؤسف حقاً هو الموقف المتراخى للدولة المصرية ممثلة فى الحكومة الحالية من قيام بعض رجال الأعمال من المستثمرين فى مجال الإعلام الخاص باستغلال ما يعانيه الإعلام الوطنى من قيود وعوائق وتشريعات مكبلة لحركته وانتشاره لمحاولة السيطرة على فضاء الإعلام المصرى. دائماً كان التليفزيون المصرى الوطنى يمثل هامش الأمل لكل المحبطين وكلمة الحق لكل المتألمين ومصدراً راقياً للفكر يلتزم بكل أخلاقيات وأدبيات العائلة المصرية العريقة، فهو أمن وأمان المجتمع المصرى وصانع ومشارك رائع لأحلام الأجيال الجديدة من الشباب المصرى ذلك لأن ماسبيرو هو الملاذ والبيت الآمن للمصريين على مختلف طوائفهم وانتماءاتهم وخلفياتهم الفكرية والسياسية والدينية والاجتماعية وبسقوط ماسبيرو ستزول صخرة الدفاع الأول عن الدولة المصرية المدنية الحرة الحديثة، دافعوا عن ماسبيرو ولا تهاجموه، أصلحوا ماسبيرو ولا تحطموه، ساعدونا كى نعيد الشاشة الصغيرة، لتكون محور اهتمام كل المصريين، تحيا مصر ويحيا التليفزيون المصرى.