أخيراً والحمد لله توصّل بيت العائلة المنبثق عن الأزهر إلى الحل الناجع للخطر الفاجع الذى يحرق الأخضر واليابس فى مصر، حل مشكلة الفتنة الطائفية، «امنع الاستحمام.. الفتنة ستنام»!!، حل سهل وبسيط، وقد بدأ تطبيقه بشكل فعلى فى قرية إدمو بالمنيا، وسيتم تعميمه على جميع أنحاء الجمهورية، وتشتمل خطة بيت العائلة بسحب الليف من كل منافذ البيع، سواء كان ليف النخل أو الليف العادى أو الإسفنجى، أما بالنسبة للصابون فقد تم طرح كميات كبيرة من الصابون المضاد للفتنة والمختوم بختم بيت العائلة، وقد روعيت نسبة الكلور المقاوم للطائفية داخل مكونات الصابونة «بيت الفاميلى سايز»، الخبر مكتوب وكأنه انتصار عظيم وفتح مبين، يقول الخبر: «نجح بيت العائلة بالمنيا فى عقد لقاء عُرفى بين طرفى مشاجرة قرية إدمو التابعة لمركز المنيا من المسلمين والمسيحيين، التى شهدت أحداث عنف أصيب خلالها 9 أشخاص من الطرفين، وقال الشيخ محمود جمعة، مقرر بيت العائلة بمركز المنيا، إنه تم الاتفاق على عدم قيام الشباب بالاستحمام فى منطقة غسيل الأوانى الخاصة بالنساء، بحضور الشيخ جمال عبدالحميد عن الأزهر، وعادل مصيلحى عن المجتمع المدنى، والقس نادى راعى كنيسة القرية، ونخبة من علماء الدين، وفريق أمنى برئاسة المقدم أحمد صلاح، رئيس مباحث مركز المنيا». ألم يعرف بيت العائلة عن أربعة أحداث طائفية فى المنيا خلال شهرين فقط، فيها حرق وقتل وضرب وتعرية ودون حادثة استحمام واحدة فى ترعة أو حتى فى بيسين؟!!، هل لم يعرف بيت العائلة المبجل أنه على بُعد كيلومترات قريبة، فى المحافظة المجاورة «بنى سويف»، وفى اللحظة نفسها التى كانوا يتفقون فيها على منع الاستحمام فى المنيا، كانت هناك مشاجرات طائفية عنيفة بين مواطنين لابسين هدومهم ومش مستحميين؟!!، وبعد أن كانوا يقولون فى أفلام السينما التى تناقش فترة الجاهلية الجملة الشهيرة «ألا تستحم يا رجل»، صار بيت العائلة يجهر الآن بالقول «لا تستحم يا رجل»!!. إنها الكوميديا السوداء، أن يعيش بيت العائلة وأفراد العائلة وكل العائلة فى وهم أن الفتنة الطائفية ستُحل بالقبلات والأحضان والتقاط صور الشيخ مع القسيس والهلال مع الصليب والامتناع عن الكلام والاستحمام. الفتنة يا سادة نائمة بين سطور الكتب الموجودة على رفوف مكتبات الأزهر، الفتنة تُعشّش فى خلايا وتلافيف أمخاخ الطلبة الذين يدرسون كراهية الآخر ويؤكدون تكفيره ويتعامل فقههم معه على أنه مواطن درجة ثالثة حتى يلتحق بفرقتهم الناجية. الفتنة تقف شامخة على المنابر التى تُحرّض على المسيحى وتدعو عليه وتطلب منه الجزية وهو صاغر. نريد لكل هذه الأدران الطائفية أن تستحم، يا بيت العائلة المبجل نشكركم على جهودكم المضنية فى محاربة الفتنة، لكن قبل أن تمنعوا الاستحمام حفاظاً على عفة غاسلات الحلل وحياء حاملات القرابين، امنعوا من يخرج علينا بتفسير أن هؤلاء القوم هم المقصودون بالضالين والمغضوب عليهم، امنعوا من يصرخ فى الميكروفونات بأن نُضيّق عليهم فى الطرقات ونمتنع عن مصافحتهم وتهنئتهم بأعيادهم، امنعوا من يكتب فى أكبر مجلة تصدر عن أكبر مؤسسة دينية فى مصر أن المسيحية ديانة مشوّهة!!، امنعوا من يرفض أن يلعب طفل مسيحى فى أشبال فريق كرة القدم، امنعوا تعسُّف وعناد أساتذة النساء فى تعيين مسيحى ضمن «استف القسم»، امنعوا بجاحة وحماقة متظاهرين خرجوا اعتراضاً على تعيين محافظ قبطى لمحافظتهم، امنعوا طرد أطفال فى حصة الدين وتدريس نصوص دينية فى اللغة العربية، وقبلها امنعوا تأسيس كليات طب وهندسة لا تقبل إلا المسلمين!!.. إلخ، امنعوا كل هذا، ثم بعدها حدّثونى عن منع الاستحمام.