فعلت النقابة خيراً أن أحالت الطبيب، أستاذ الكبد، الذى شارك فى الترويج لجهاز عبدالعاطى الشهير بجهاز الكفتة، الذى منح الجهاز شرعية علمية، وأضفى على أوهام عبدالعاطى صبغة أكاديمية ومنحه غطاء الأستاذية وصرح أكثر من مرة بأن نسبة نجاح شفائه للإيدز وفيروس سى ١٠٠٪‏!!، وهو كلام ينتمى إلى عالم الهلاوس السمعية والبصرية أكثر منه الطب القائم على الدليل، الذى من المفترض أن يكون قد تعلمه هذا الطبيب على الأقل من والده الأستاذ الفاضل الذى علم أجيالاً من الأطباء، وما زال يعلمهم، لكن إذا كانت مصر قد زفت إلى عريس الغبرة جهاز الكفتة فى فرح أقيم على كافة وسائل الإعلام، فلماذا نحاكم المحلل الطبيب ولا نحاكم العريس نفسه صانع هذا الجهاز الوهمى؟!، لماذا يترك العريس عبدالعاطى نفسه دون حساب، فنى معمل كانت كل مؤهلاته تقديم برامج إعجاز علمى فى قنوات الدروشة الدينية، استطاع إقناع مسئول مهندس ليست له خلفية طبية عن طريق أن هذا الجهاز يحقق الإعجاز العلمى الموجود فى سورة الكهف!! بحث عبدالعاطى عن أستاذ كبير يستطيع أن يجعله جسراً وممراً وباسبوراً لتخدير البسطاء من خلال لافتة البروفيسور فلان أستاذ الكبد الهمام المغوار يقول، وللأسف قبل الأستاذ المهمة، وقال، ويا ليته ما قال، ظل يدور كعب داير على قنوات التليفزيون يبيع شربة الحاج على كما تبيعها الغوازى فى الموالد، جهازنا بيشفى كل حاجة من الإيدز للسرطان للكبد، والمخترع كانوا هيخطفه الأمريكان وعرضوا عليه «عشين» مليون دولار عشان يتنازل عن اختراعه اللوذعى، وأن نوبل شخصياًً بينتفض فى قبره حاقداً عليه، وأنه راجل مبروك وواصل.... إلى آخر تلك الهرتلات التى، للأسف، خدعت الملايين فى أكبر عملية دجل ونصب طبى فى تاريخ مصر، تم بيع الفنكوش على الهواء مباشرة وبختم وتوقيع أستاذ الطب والكبد والجهاز الهضمى الشهير، لكن هل سيظل صانع الجهاز خارج حلبة المحاسبة ونكتفى بإدانة المهلل المطبل للجهاز؟!، أعرف أن محاسبة عبدالعاطى ليست مسئولية النقابة، لأنه لا يتبعها، لكنها مسئولية الدولة كلها، وصدقونى لو تم الحساب على هذا العبث اللاعلمى فستكسب الدولة نقاطاً، ولن تخسر مهما بلغت درجة الشماتة، فأن تفعل وتحاسب خير من ألا تحاسب أبداً، وأن تطنش دهراً.