توجه القائد ياسر برهامى بفيلق أتباعه السلفيين إلى مسجد الخلفاء الراشدين بمنطقة «أبوسليمان» بالإسكندرية وحاصره بجيشه العرمرم من الميمنة والميسرة، وبعد أداء صلاة الاستسقاء تم اقتحام المسجد بنجاح وانتصر فضيلة الشيخ برهامى فى غزوة «أبوسليمان» لتنصب الخيام وتوقد البوتاجازات وتوضع صوانى الفتة وطواجن العكاوى وهبر الثريد تمهيداً للحدث الذى سيغير تاريخ مصر ويجعلها فى طليعة الأمم، إنه الاعتكاف، تكبيييير، وبرغم صدور قرار تنظيمى من وزارة الأوقاف بتحديد المساجد التى يتم فيها هذا الاعتكاف من حيث ملاءمة المسجد لهذا الغرض الذى لم أكن أعرف أنه فرض عين بالنسبة للسلفيين وفريضة سادسة تعادل الصلاة والحج ودونها الحرب والدماء وخرط القتاد إذا لم تتم، برغم هذا القرار فقد تعامل معه السلفيون بمنتهى الخفة واللامبالاة لأنهم يعرفون أنهم الآن على حجر الدولة وفى كنف أمنها الوطنى، تتم الطبطبة عليهم بكل حنو وملائكية ورومانسية تذكرنا بعلاقة عماد حمدى وفاتن حمامة فى فيلم «بين الأطلال»، لكن الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه وقفت وزارة الأوقاف كالأسد الهصور وكشرت عن أنيابها وعاقبت «برهامى» عقاباً رهيباً شديد القسوة ولا أعرف كيف سيعيش «برهامى» بعد هذا العقاب الدراكولى الفظيع المريع الشنيع، قررت وزارة الأوقاف منع «برهامى» من الخطابة لمدة عشرة أيام!!، حصل لنا الرعب والفزع والهلع!!، العجب العجاب ليس فى المنع ولكن فى أن برهامى يخطب بتصريح أصلاً من الوزارة، ما هذه القسوة والشراسة يا فضيلة وزير الأوقاف؟، ذكرتنى بعقاب الطفل المشاغب بحرمانه من الشيبسى الحجم الكبير العائلى اكتفاء بالحجم الصغير، كيف تواجه هذه البلطجة الصريحة بمثل هذا العقاب التافه والمواجهة المائعة؟!، بلطجة هؤلاء تواجهها الدولة بمياصة لم يسبق لها نظير، فى حين يتحرك الأزهر وتحتشد الدولة ضد إسلام بحيرى على برنامج ربع ساعة أو فاطمة ناعوت على تويتة غلبانة، يطالبون برقبة «بحيرى» ونفى «ناعوت» وسحل «ناجى»، هل اعتصم «بحيرى» كما اعتصم السلفيون فى رابعة والنهضة بالسلاح؟، هل خرجت «ناعوت» فى جمعة قندهار تتوعد وتهدد مثلهم بالتفجير والتفخيخ؟، هل غطى أحمد ناجى تمثال الحوريات فى الإسكندرية وحطم تمثال طه حسين فى المنيا؟، هل مكتوب علينا أن ندفع فاتورة صفقات الأمن مع السلفيين إلى يوم الدين من رصيدنا الثقافى والفكرى والاقتصادى والاجتماعى، خضوعاً لوهم يتلبس الدولة بأن هؤلاء السلفيين هم السند والضهر وقت الزنقة، وهم الاحتياطى الاستراتيجى ضد الإخوان، أليس هناك رجل رشيد يقول لهم مثلما قالت شيرين لسمير غانم «الطعمية م الفول والفول م الطعمية»، الإخوان والسلفيون وجهان لعملة واحدة، «فوتو كوبى» واستنساخ جيناته واحدة، كراهية الآخر وتكفير المختلف والعيش فى وهم أنهم الفرقة الناجية والآخرون فى ضلال، والعجيب أن كل هذه الحرب السلفية فى العشر الأواخر من رمضان ليست فى سبيل زيادة الإنتاج أو الخروج بمصر من كبوتها الاقتصادية أو التحفيز على المزيد من العمل والإبداع، ولكنها من أجل مزيد من الأنتخة والنوم فى تكييفات الجوامع التى من الحلال البلال تشغيلها بدون إعلانات تحذر من إهدار الكهرباء لأن الغرض إيمانى والتكييف يستمد طاقته النورانية الروحانية من السماء مباشرة بدون المرور على العداد!!، وطبيخ المشمر والمحمر من الطواجن السلفية الشهية، وبالطبع تجد ربع مصر إذ فجأة مقدمة على إجازات اعتيادى، وتسأل عن الموظف فتجد الإجابة جاهزة مختلطة ببعض التسبيل والبربشة ومن الممكن بعض الدموع والعبرات مختلطة برائحة المسك، الموظف فى اعتكاف يا حضرة، ربنا ينولنا وينولك ويقوى إيمانه وإيمانك، كفاية أنه سايب بيته وأهله وطالع رحلة إيمان وجهاد واعتكاف فى سبيل الله، والعجيب الغريب أن التاجر يخرج بعد اعتكافه ليرفع أسعاره ويطفف ميزانه، والمقاول يغش خرسانته، والموظف يفتح درجه لتلقى الهبات.. إلخ، عادى جداً، يعنى يا ريت كانت هذه الرحلة الروحية تعود على المجتمع بفوائد أخلاقية، والدليل أننا أكبر بلد فى نسبة الاعتكاف وأكبر بلد فى نسبة التحرش، والعجيب الغريب أيضاً أننا أسد على «بحيرى وناعوت وناجى» الذين لم يكونوا ميليشيات مسلحة ولم يقتلوا جنود جيش أو شرطة ولم يحرضوا على قتل مسيحى أو حرق كنيسة، بينما نعامة وأحياناً دجاجة على من يفتى بكراهية المسيحى ويكفر الليبرالى ويبارك البيدوفيليا بزواج طفلة الست سنوات ما دامت مربربة!!، أفتونا يرحمكم الله هل نحن نعيش فى ربوع مصر أم فى جبال تورا بورا؟!!.\r\n\r\n