■ فرق كبير بين السيكودراما، أو الدراما النفسية، وبين محاضرات السيكاترى وسكاشن الطب النفسى!!، مع نيللى كريم فى «سقوط حر» أحسست بأن المسلسل هو تحضير لرسالة ماجستير فى الفصام الكاتاتونى!!، الفن إمتاع وإيقاع، وللأسف افتقد المسلسل هذين العنصرين، ليست هناك أى متعة، والإيقاع للأسف مترهل، وأداء نيللى كريم نمطى من النوع الكاتاتونى!!، الممثل وخاصة من حقق نجاحاً مستحقاً مثل نيللى لا بد أن يكون فى حالة بحث دائم ودائب عن الجديد، ولا يستسلم لكسل الفن المعلب سابق التجهيز، الفن مغامرة مزمنة ومقامرة مستمرة لا ينفع معها اللعب فى المضمون والرهان على الكسبان. تحولت جلسات الجروب ثيرابى أو العلاج الجمعى فى مسلسل «سقوط حر» إلى مسرحية هزلية من نوع السرياليزم الغامق، أحسست بأنها قد كتبت فقط لمجاملة د.نبيل القط، مستشار المسلسل النفسى لكى يظهر فى عدة لقطات، هل هو نوع من تخليص الحق مثلاً؟، الفن لا يجدى معه «نفعنى وأنفعك». ■ سيد رجب ممثل غول وفنان بلدوزر، كاسحة ألغام فنية، مشخصاتى أول سايز يلبس أى دور ويتلبسه عفريت الفن فى أى شخصية، لديه هذا المغناطيس السحرى الذى يجعل عدسة الكاميرا تغازله، توم وجيرى سيد رجب ويسرا ليست مباراة ملاكمة فنية، إنها مباراة تنس إبداعية من النوع الراقى الشيك، ولكنها ليست على ملاعب الرمل، بل فى استوديوهات العدل. ■ الممثل ثعبان جميل أليف ومراوغ يغير جلده الغالى بعد كل بيات شتوى قصير، والفنان الجيد هو الذى لا يندم على تغيير ذلك الجلد مهما كان ثمنه، لأن وقود وأكسجين حياته هو التغيير، الفنان محمود البزاوى فى «جراند أوتيل» مارس هذه العادة الثعبانية الجميلة وظهر لنا فى دور عبقرى وبمسحة فلسفية، وأداء هادئ سهل ممتنع، تمثيل هادئ، ولكنه الهدوء الذى يسبق العاصفة، الفنان الجيد هو الذى يفرد شراع مركبه الفنى ويوجهه حسب بوصلة وجدانه وعقله التى لا بد أن يقوم بصيانتها دوماً، البزاوى يمتلك تلك البوصلة التى اسمها الثقافة. ■ أمينة خليل الهاربة الوحيدة هذا العام من أدغال البوتوكس وأحراش الفيلر، وجه هادئ جميل هو أيقونة الرومانسية لهذا العام، رقى فى الأداء وثراء فى التعبير ومرونة فى التحول من مشاعر إلى نقيضها وبمنتهى السلاسة، مما يرشحها لتجاوز زميلاتها لتصبح ألفة الفصل الدرامى وقائدة الطابور التمثيلى لبنات جيلها. ■ محمد ياسين مايسترو ومؤلف موسيقى فى أوركسترا الإخراج، شديد الحساسية مما يرفع درجة الوسوسة التى لها نفع ولها ضرر أيضاً، النفع هو فى الاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة فى العمل والدقة المتناهية التى برغم صرامتها لا تضفى ميكانيكية ورتابة على العمل، بل تمنحه روحاً صوفية محلقة لها رائحة وطعم محمد ياسين، الضرر هو فى خوفى على محمد ياسين ألا يعيش له سيناريست كبير و«تقيل» من كثرة هذه الوسوسة الضاغطة التى ستتحول حتماً إذا زادت على حدها إلى خناقة ستجعل العمل الفنى حائراً تائهاً ما بين كتابة سيناريست غاضب من تدخلات المخرج ورؤية مخرج يرى أنه سيناريست، لكن ليس لديه وقت ليكتب، لا بد أن نحافظ على هارمونى وانسجام العلاقة ما بين السيناريست والمخرج، لأنه لا يعقل أن تتحول مناقشة عمل فنى كبير مثل «أفراح القبة» إلى مجرد تقرير بوليسى عمن كتب هذه الحلقة وتلك، هل هو راضى أم نشوى؟ والجمهور والنقاد معذورون فى ذلك، لأن روح الكتابة فى الحلقات ليست لها نفس الشبه والملامح.