كتب الصديق الفنان نبيل الحلفاوى تويتة بعد تحطم الطائرة يقول فيها: «مصر كبيرة وستنتصر»، تخيلوا ماذا كان رد البعض، كان هجوماً شرساً لدرجة أن هناك من رد عليه قائلاً كنت أحترمك يوماً ما!!، تعجبت لماذا أصبح عند البعض أرتيكاريا ممن يحب هذا البلد؟!، لماذا أصبحت أى كلمة حب وعشق لتراب هذا الوطن تثير حساسية البعض، شىء يدعو للعجب والدهشة، ماذا حدث حتى وصلنا إلى هذه المرحلة من إحساس الكراهية والسواد والغل والعدمية؟، للأسف كثير منهم شباب، وكثير منهم لا ينتمون للإخوان، الفنان نبيل الحلفاوى فى هذه التويتة لم ينافق السيسى حتى يقال عليه سيساوى، حتى الجيش المصرى الوطنى لم يوجه إليه التحية حتى يقال عنه اللفظ الفيسبكاوى «عبد بيادة»!!، لكنه قال بكل إحساس الرجل المصرى الوطنى العادى، وبرد فعل تلقائى من مواطن مكلوم حزين بعد انفجار طائرة مصرية فى جو محتقن متربص، مواطن يبكى شركته الوطنية التى يريدون إطلاق رصاصة الرحمة عليها وعلى السياحة المصرية، للأسف كل شىء ممكن تعويضه إلا روح الانتماء للوطن، حتى الانهيار الاقتصادى والإفلاس من الممكن التعافى منه، لكن أن يكون بيننا شامتون شتامون لا يقفون للسلام الجمهورى، ويسخرون من النشيد القومى ولا يريدون الالتحاق بالجيش ويفرحون فى خسارة شركاتنا الوطنية ويشجعون منتخباً أفريقياً لكرة القدم يلعب ضد مصر ويدبّجون المقالات فى صحف الخارج للهجوم على البلد.. إلخ، هذه الروح هى التى تدمر الأوطان وليس التضخم الاقتصادى، الإفلاس الوطنى وليس الإفلاس الاقتصادى، انخفاض الانتماء وليس انخفاض الجنيه، فالجنيه بخطة اقتصادية ناجحة سينتعش لكن إيدز الانتماء لن تنفع فيه كل أمصال الدنيا، أحس بجهاز المناعة الوطنى ينهار، وللأسف نجحت عصابة الإسلام السياسى بكافة أطيافها فى خلق حالة من العدمية والانتقال بالكثيرين إلى خانة الانتماء إلى دائرة الجيتو الدينى بديلاً عن الوطنى، والبعض الذى لم يختر الانتماء إلى الجيتو الدينى انتمى إلى الجيتو العبثى إلى قوقعة الذات، علينا أن نعى جيداً أن الانتماء إلى تراب هذا الوطن، وعشقنا له هو الذى أنقذنا وقت ٦٧ برغم عنف وشراسة الضربة، هل هناك شىء غير الانتماء يجعلك كمهاجر من مدن القناة تتحمل التهجير من مدينتك لتذهب إلى المجهول حيث محافظة أخرى وتقف فى طوابير الجاز وتسلم البطاطين والإعانات، ما جعلك تتحمل هذا يا ابن بورسعيد، والإسماعيلية والسويس هو حبك لهذا البلد وثقتك فى أنه لن يموت، من الممكن أن يمرض، لكنه وطن لا يموت.