ما زالت تتوالى على إيميلى الرسائل المستنكرة من رجالة بشنبات وأحياناً بدكتوراهات لملابس رانيا الشربينى، تلك الفتاة الرائعة التى حققت بطولة العالم للأسكواش وتفوقت على رجال وذكور كرة القدم الذين لم يصعدوا إلى كأس العالم منذ هدف مجدى عبدالغنى الخالد، تركوا كل هذا الإنجاز وعاشوا وتوحدوا مع الجيبة، مقياسهم لم يكن طول المشوار الرهيب الذى قطعته تلك الفتاة المتحدية ولكن مقياسهم كان طول الجونلة!!، من يشاهد مباراة أسكواش أو تنس بدون متابعة الجهد والسرعة والفنيات فى الدفاع والهجوم والخداع والتركيز وسرعة الاستجابة وإيقاع الجسد ومرونته، ويركز على أفخاذ اللاعبات، هذا رجل مريض نفسياً ويحتاج بسرعة إلى دخول عنبر الخطرين، والغناء مع نيرون وعنتر ساعة تروح وساعة تيجى!!، وللأسف ما أكثرهم فى مصر، حالة رهيبة من رهاب الجسد، بدلاً من تحويل الجسد من طاقة إيجابية، فإنهم يحولونه إلى عورة كبيرة، بدلاً من أن يكون مصدر فخر واعتزاز يصبح مصدر عار وابتزاز، مجرد نظرة لجسد لاعبة جمباز بعين إنسان صحيح العقل وليس سقيم الوجدان، جلف غليظ القلب والمشاعر، يجد أنها فراشة جميلة تتفوق وتتحدى وتبث فيك أمل التجاوز والترقى والتغلب على المستحيل، راقب إيقاع بطلات الغطس والباليه المائى ولاعبات الباتيناج على الجليد عندما يتحكمن فى الأطواق أو الشرائط أو الكرات...إلخ، بورتريه بديع للجمال والتناسق والشموخ، لن يحكمنا خيال مريض لرجال غارقين فى استمناءاتهم السرية وهواجسهم الشهوانية ووساوسهم المرضية، وفوبياتهم السيكوباتية، المرضى والمنحرفون لا يقودون المجموع، مهمتنا محاربة وفلترة هذه الأفكار وغسيلها بديتول التنوير، وإنقاذ الناس من مسح الدماغ وتوسيخ العقول وتسميم آبار الروح، هل سيستريح هؤلاء بتسكين وتخزين وتعبئة كل نسوة مصر فى أكياس سوداء لشحنهن حيث يعملن جوارى عند شهريارات يطفئون شهوتهم فيهن، كما يطفئون أعقاب السجائر فى نعال أحذيتهم؟!!، لماذا تستفزكم المرأة وترعشكم وتحسسكم بضعفكم وعجزكم وعدم تحققكم، حذف المرأة من الصورة وبترها من الشارع والشركة والجامعة ومكان العمل لن يحقق لك أى انتصار، إذا حدث ذلك، فأنت قد شطبت الأنوثة والجمال، حذفت مصدر الحياة ومعناها، سحبت الأوكسجين وظللت تستنشق ثانى أكسيد الكربون والكبريت وكل سموم الكون، لتتحول إلى أميبا مشوهة تلقح نفسها لتتناسل مسخاً وراء مسخ، ستظل الأنثى مشكلتكم أيها المرضى، ترتعشون من صوتها فتكتمونه، وترتعد فرائصكم من شعرها فتخفونه، تخافون أن تفضح عجزكم فتختنوها، تخشون من تفوقها فتخترعون لها نقصان العقل، وترعبونها بالسعير والعذاب والشى فى قاع جهنم وتجعلون ظهرها إلى الحائط تحارب بسيف من خشب، تعيش حالة دفاع مزمن ونفى إجبارى وأحياناً اختيارى وعن اقتناع بأنها شيطان يمشى على قدمين، لا تعطونها أى فرصة لكى تعزف على قيثارتها الشجية، لكنكم تجبرونها أن يكون كل طموحها أن تحافظ على خشب القيثارة سليماً من محاولاتكم لكسرها وتحطيمها وتدميرها، لكن مهما فعلتم، فستظل الأنثى هى الأصل والرحم والملاذ والحضن والحنان، لتعود إيزيس وعشتار وفينوس وأفروديت، ليجلسن على العرش الذى احتله تجار الدم وسماسرة الكراهية وباعة القبح.