فتح اغتصاب طفل مدرسة اللغات الشهيرة ملف التحرّش الجنسى واغتصاب الأطفال مرة أخرى، وضع تقرير الطب الشرعى، الذى أثبت اغتصاب الطفل صاحب الثلاث سنوات، المجتمع المصرى أمام حقائق مرة صادمة، الاغتصاب جريمة بشعة، لكنها أكثر بشاعة حين تحدث مع طفل، فهى انتهاك للبراءة وكسر لكل القواعد الأخلاقية، فالجانى يستغل سذاجة الطفل وينفذ من خلال ثقوب براءته لكى يُشبع رغباته القذرة ويُرضى نزواته الوحشية، إنه عدوان على أبسط القيم، حين يكتسح بلدوزر حيوانى فراشة ملونة، إنه افتراس للأمان والحب، حين ينشب دراكيولا أنيابه الدموية فى بُرعم زهرة ما زالت تتفتح، إن التحرش الجنسى بالأطفال هو قتل مع سبق الإصرار والترصُّد للنبل والشفافية والطهر والصفاء وقبلها قتل للإنسانية، ولنبدأ بتعريف الطفل أولاً قبل الخوض فى موضوع التحرّش الجنسى، من الناحية القانونية أصدرت الأمم المتحدة اتفاقية حقوق الطفل وصادقت عليها دولها عام 1990، وحدّدت هذه الوثيقة الطفل بأنه: «كل إنسان لم تتجاوز سنه الثامنة عشرة «(الأمم المتحدة، اتفاقية حقوق الطفل ص2)، والمعتدى أو المتحرش حسب تعريف العلماء هو شخص يكبر الضحية بخمس سنوات على الأقل، وله علاقة ثقة وقرب للضحية، وقد دلّت الدراسات على أن أكثر من 75% من المعتدين هم ممن لهم علاقة قُرب مثل «أب، أخ، عم، خال، جد»، أو معروفين للضحية ويتم الاعتداء عن طريق التودُّد أو الترغيب: من خلال استخدام الرشوة، والملاطفة، وتقديم الهدايا، أو الترهيب والتهديد والتخويف من إفشاء السر أو الكشف عن الاعتداء: وذلك عن طريق الضرب، التهديد بالتوقّف عن منح أشياء للطفل اعتاد عليها كالخروج لنزهة أو شراء حلويات، والخطير فى الأمر هو أن هذا الاعتداء يتم بسرية كاملة، حيث يلجأ المعتدى بإقناع أو ترهيب الطفل بضرورة إخفاء الموضوع وعدم الكشف عنه، ونادراً ما يستخدم المعتدى القوة مع الضحية، خوفاً من ترك آثار على جسمها؛ الأمر الذى يُثير شكوكاً حول ذلك، وهو فى الغالب يلجأ لذلك عندما يضطر خوفاً من افتضاح أمره، أما تعريف الاستغلال الجنسى، فهو «اتصال جنسى بين طفل وشخص بالغ من أجل إرضاء رغبات جنسية عند الأخير، مستخدماً القوة والسيطرة عليه»، ومعنى التحرّش الجنسى أوسع من مفهوم الاستغلال الجنسى أو الاغتصاب البدنى، فهو يقصد به أشياء كثيرة منها: - كشف الأعضاء التناسلية. - إزالة الملابس والثياب عن الطفل. - ملامسة أو ملاطفة جسدية خاصة. - التلصص على طفل. - تعريضه لصور فاضحة، أو أفلام. - أعمال شائنة، غير أخلاقية كإجباره على التلفظ بألفاظ فاضحة. - اغتصاب. لكن هل التحرش الجنسى ظاهرة تستحق الدراسة ويستلزم نشر مقالات للتعريف بها وبأخطارها؟، الإجابة بالطبع نعم وتدعم إجابتى بالموافقة الأرقام، وأيضاً بشاعة السيناريو الذى يؤدى به التحرش، أما عن الأرقام، وبالطبع إحصائياتنا العربية فى هذا المجال قليلة، بل نادرة، نظراً إلى أسباب كثيرة من أهمها الخجل وسياسة النعامة فى دفن الرأس فى الرمال، ونجد أنه فى مصر على سبيل المثال تشير أول دراسة عن حوادث التحرش بالأطفال، أعدتها الدكتورة «فاتن عبدالرحمن الطنبارى» -أستاذة الإعلام المساعد فى معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس- إلى أن الاعتداء الجنسى على الأطفال يمثل 18% من إجمالى الحوادث المتعلقة بالطفل، وفى ما يتعلق بصلة مرتكب الحادث بالطفل الضحية أشارت الدراسة إلى أن النسبة هى 35% من الحوادث يكون الجانى له صلة قرابة بالطفل الضحية، وفى 65% من الحالات لا توجد بينهم صلة قرابة، وفى لبنان أظهرت دراسة صادرة عن جريدة «لوريان لوجور» أن المتحرش ذكر فى جميع الحالات، ويبلغ من العمر 7 - 13 عاماً، وأن الضحية شملت 18 فتاة، 10 أولاد تتراوح أعمارهم ما بين سنة ونصف إلى 17 سنة. وأشار المؤتمر اللبنانى الرابع لحماية الأحداث إلى ارتفاع عدد الاعتداءات الجنسية على القاصرين، خصوصاً الذكور منهم على يد أقرباء لهم أو معتدين قاصرين، وفى الأردن تؤكد عيادة الطبيب الشرعى فى وحدة حماية الأسرة بالأردن أن عدد الحالات التى تمت معاينتها خلال عام واحد قد بلغ 437 حالة، شملت 174 حالة إساءة جنسية، كان المعتدى فيها من داخل العائلة فى 48 حالة، وكان المعتدى معروفاً للطفل الضحية (جار - قريب) فى 79 حالة، وفى 47 حالة كان المعتدى غير معروف للطفل أو غريباً عنه.