كنا فى الماضى نغنى مع «عبدالحليم» من كلمات «جاهين»: «صورة صورة صورة.. كلنا كده عايزين صورة واللى حيبعد م الميدان عمره ما حيبان فى الصورة».. أعتقد الآن أنه لو خرج العندليب من قبره وقدر له الله غناء كلمات جاهين مرة أخرى، سيغنى: «صورة صورة صورة.. كل المخلصين خارج الصورة»؛ كلنا خارج الصورة، كلنا مانعرفش مين اللى بيصور ومين اللى بيحدد إن ده يدخل فى الكادر وهذا يخرج من الكادر!!، سيغنى حليم: «واللى حيبعد عن أضواء الإعلام عمره ما حيبان فى الصورة ولا عمر حد حيختاره ويفتكره أصلاً فى الصورة». من هم مستشارو الرئيس الذين يختارون له من يقابل ومن لا يقابل ومن يجلس فى الصفوف الأولى من الحفلات ومن يحضر الريسبشنات ومن يسمح له بأن يقترب من أذنه ويوشوشه أثناء اللقاءات؟ من هم المستشارون الذين يشاركونه صنع القرار؟ لا أحد يعرف، ما هى تفاصيل المطبخ الرئاسى الذى يجهز الوجبة السياسية التى سنتناولها؟، لا أحد يعلم، اطفح وانت ساكت!! الرصيد الشعبى الهائل للرئيس، الذى ظهرت ترجمته فى الانتخابات الرئاسية، يحتاج إلى جانبه رصيداً معرفياً ومعلوماتياً وشفافاً للناس؛ فالشعب يفاجأ كل يوم بأن هناك قرارات وأحداثاً وكأنها العصا التى توضع فى تروس العجلة فتفرمل وأحياناً تتجاوز الفرملة إلى انقلاب العربة ذاتها، نرى مخلصين كثيرين داخل صفوف هذا الشعب يجلسون فى الترسو والسبنسة وخلف الكاميرات وفى الكواليس، وللأسف بتعمّد.. نجد حملة تستحوذ على الزخم الإعلامى الهادر يقودها الداعية عمرو خالد!!، من الذى اختاره وأشار به وعليه وجعله فى الصفوف الأولى وهو يعلم تماماً مدى التخريب الفكرى والتغييب الإخوانى الذى صنعه هذا الداعية؟!، لا نعرف ولا نعلم وليست هناك معلومات أو حتى آلية للحصول على تلك المعلومات.. من أشار إلى الرئيس بالشيخ أسامة الأزهرى كمستشار دينى ونائب برلمانى وأهمل وهمّش سعد الهلالى؟، من الذى يختار الإعلاميين الذين يحظون بصحبة الرئيس وتغطية جولاته والجلوس فى الصفوف الأولى لكل الحفلات؟، من الذى أشار للرئيس بمداخلة مع فلان بالذات أو علان بالتحديد بالرغم من وجود نافذة اسمها البيان الرئاسى أو التصريح الحكومى... الخ؟، من الذى رتب أولويات تلك المداخلات بحيث صار الألتراس أهم من سجن المثقفين وصارت مجلة «نور» الأزهرية أهم من الاهتمام الإعلامى الشامل بالطفل المصرى وليس الطفل المسلم فقط من خلال التليفزيون والمجلة والمدرسة؟!، هل هناك نائب للرئيس حتى ولو بشكل صورى؟، نحن لا نطلب ذلك من باب الحشرية والغلاسة، ونحن لا نقول خلينا فى الصورة كشعب معاكم من باب حب الأضواء والإشارة للكاميرات والابتسام أمامها، من الممكن أن يقبل الشعب لمدة قصيرة أن يمثل دور الأطرش فى الزفة، ولكنه لن يقبل طويلاً أن يمثل دور «الزوج آخر من يعلم»!!، السؤال من الذى يحدد الكادر واللقطة فى الصورة؟، من يضع الإطار والبرواز؟، من يحدد الجالس فى مقدمة الصورة والواقف فى الخلفية والمطرود والمهمش والمعمول له فوتوشوب والمكشوط وجهه؟، من هو المكلف بالاضاءة وتسليط الفلاش؟، من هو الماكيير الذى يجمل البعض أحياناً ويجعل من الآخرين فرانكشتين؟، هل لا بد لكى يظهر شخص مخلص فى الصورة أن يذهب إلى الأستوديو ويطرق الأبواب ويستجدى المصور؟، أم أن الواجب على المصور الحصيف العبقرى الفنان أن يبحث عن الوجه المناسب ويضعه فى اللوكيشن المضبوط ثم يقوم بالتقاط الصورة، حينها ستصبح تلك الصورة وذلك المشهد هو الماستر سين والبورتريه الكسبان.