يوم وقفة العيد والمشاعر والأنظار والقلوب تتجه إلى عرفات حيث الروحانيات النبيلة والمعانى الجليلة والصفاء والقداسة، إذا بانفجار مباغت في صنعاء وانتحار عبثى في منى!!، الحادثان يشتركان في أن المنفذ هنا وهناك متأكد من أنه سيدخل الجنة، وفعل ذلك خصيصاً من أجل دخول الجنة والصعود إلى الفردوس، من فجر ودمر مسجد صنعاء يتخيل أنه سيدخل الجنة على جسر الأشلاء الممزقة والأطراف المبتورة والبطون المبقورة، فقد قتل الكفرة، برغم أن هؤلاء الكفرة مسلمون مثله لكنهم اختلفوا مع جدود جدود أجداده منذ ألف عام على التحكيم، أو اختلفوا مع أجداد أجداده حول الخلافة، أو اختلف حفيدهم معه حول وجهة نظر سياسية مغلفة بفتوى دينية!!، الثانى الذي انتحر في دورة مياه في منى من أجل الفوز بالجنة، كان يرتدى ملابس الإحرام ويريد أن يستشهد في الأراضى المقدسة حتى يفوز بالفردوس!!، من حق كل مسلم أن يحلم بالجنة لكن السؤال لماذا لايصنع جنته على الأرض قبل أن يصعد إلى السماء فتكون له جنتان؟!، يصنعها على الأرض بالعلم والعمل ليرى ثمرة عمله ونتاج جهده على الهواء مباشرة، لماذا لا يعتبر أن إعمار الأرض بالعلم والعمل سيثاب عليه ويكون من ضمن معايير المكافأة الربانية والجنة الإلهية؟، لماذا يعتبر الحياة مجرد ممر أو نفق إلى الآخرة ما عليه إلا أن يسير متكاسلاً متثاقلاً حتى ولو وجد جزءاً ينهار من الجسر لا يهم إصلاحه بل واصل سيرك حيث تنتظرك الجنة، لايهم عدد ثقوب النفق التي تتسع يوماً بعد يوم المهم أن تواصل ركضك حيث ينتظرك الفردوس، المهم الجنة بأى ثمن حتى ولو كان التفجير أو الانتحار. تصحيح واجب: المقال ليس مساحة فضفضة ولكنه تسجيل موقف وأيضاً وثيقة للتاريخ، وما أمتع وأجمل أن يكون متابعوك ممن يتعاملون مع مقالاتك من هذا المنطلق، فيصححون لك ما سهوت عنه أو سقط منك في زحمة العمل اليومى، لذلك لابد من تصحيح بعض المعلومات ومراجعة البعض الآخر معكم قرائى الأعزاء، ففى مقال عن بليغ حمدى ذكرت أن أغنية عليا التونسية ع اللى جرى من تلحينه ولكن الصحيح أنها من تلحين الملحن الكبير حلمى بكر وهى من أجمل مالحن، وقد نبهنى إلى ذلك الصديق العزيز طارق الشناوى، وفى رسالة أخرى ذكر كاتب الرسالة أن أينشتين نشر ثلاثة أبحاث في 1905 ونشرتها كما هي ولم أصحح أنها خمسة أبحاث منها البحث الذي حاز بسببه نوبل ويعتبر الفيزيائيون عام 1905 هو العام الذهبى الرائع لهذا العلم، وفى مقالى عن د. محمد مندور ذكرت أنه بكى في باريس والصحيح أنه بكى في مكتب سعد الدين وهبة حين عرف أن وزارة داخلية النظام الذي شاركه حلم الاستقلال ودفع ثمنه غالياً هي التي تمنعه من السفر!، والمعلومة الثانية وهى معلومة ابن د. مندور الذي استشهد تضاربت فيها الأقوال فالبعض يقول إنه استشهد في اليمن والبعض الآخر يقول إنه استشهد مع الفريق بدوى في الطائرة العسكرية التي احترقت، وأنتظر التأكيد من أسرة د. مندور ومحبيه للتوثيق التاريخى.