الحمد لله، أخيراً ظهر الحق وحصحص وتفضل جون كيرى وتعطف علينا وقال إن لديه معلومات عن تورط بعض قيادات الإخوان فى العنف!!، قالها وزير الخارجية الأمريكى فى اجتماعه الأخير مع وزير الخارجية المصرى، وكنت قد توقعت أن يرقص معالى الوزير سامح شكرى فرحاً بهذه المعلومة الرهيبة الخطيرة، وأن تقيم وزارة الخارجية الأفراح والليالى الملاح احتفالاً بخروج هذه الجملة من فم وبلعوم وزير الخارجية الأمريكى بعد انتظار دام مدة الأربع سنوات، كانت فيها مصر تقف على أظافرها محدقة فى الفضاء اللازوردى، حالمة بأن يأتى كيرى على ظهر حصانه الأبيض ممسكاً بجيتاره مرتدياً قبعة العم سام يغنى لنا تحت سفح الأهرام أغنية «اعذرينى»، لسه عارف دلوقتى يا خواجة إن الإخوان مشاركون فى العنف؟!، هل السى آى إيه ماوصلهوش التليغراف؟ هل البيت الأبيض كانت مقطوعة عنه وصلة النت؟! هل أوباما لم يذهب إلى مكتب بوستة واشنطن ليسأل عن الجواب اللى بعتناه له مسجل بعلم الوصول؟! إن هذه الجملة والعبارة- مع كامل الاحترام لك يا خواجة كيرى- هى قمة الاستعباط الدبلوماسى، ولم تكن تحتاج لوزير فى حجم ووزن كيرى لكى يعلنها، بل كانت تحتاج مجرد مخبر من أى قسم أو شيخ غفر من أى قرية لكى يعلنها، وكنت أتمنى من الوزير سامح شكرى أن يهدى كيرى بعض الكتب التى توثق إرهاب الإخوان وتوضح له أن الفكرة الإخوانية فكرة فاشية إرهابية بالضرورة ولا تحتاج لجهاز استخبارات لكى يعرف تلك البديهية البسيطة، وإنما يحتاج مجرد صدق نية ورغبة أكيدة فى معرفة الحقيقة وغض نظر وبصر عن مصلحة مؤقتة عابرة مع هذا الكيان الإرهابى ووهم متأصل فى الذهن الأمريكى بأنهم البديل الإسلامى المعتدل الذى يرغبون فى تركيبه على أنفاسنا ليكفيهم شر القاعدة والظواهرى!!، بالطبع عند كيرى ما هو أهم من الكتب لكى يعرف أن الإخوان هم رحم تنظيمات الإرهاب المتأسلمة الحاضن، بل هم النطفة التى انقسمت إلى جنين تحول إلى مسخ دراكولى يعشق الظلام والدم، عزيزى وزير الخارجية سامح شكرى أولاً اشكر السيد كيرى على هذه المعلومة الرهيبة التى كانت مفاجأة للمصريين، الذين انهاروا وشقوا الجيوب ولطموا الصدور عندما صدموا وفوجئوا بأن الإخوان يمارسون العنف، نورت المحكمة يا خواجة وشكرا على شهادتك التى كنا ننتظرها حتى تهدأ سريرتنا ونثق فى أن حكم الشعب على هذه العصابة فى 30 يونيو كان حكماً صائباً، ثانياً كان لابد يا معالى الوزير سامح أن تنتحى بكيرى جانباً بعيداً عن فلاشات المؤتمر الصحفى وتقول له إن إرهاب الإخوان ليس إرهاب بعض القيادات ولكنه إرهاب الفكرة الإقصائية الفاشية النازية التكفيرية، إن الإرهاب عند الإخوان ليس وجهة نظر، بل هو عقيدة ومبدأ وهوية، يا ليتك قد أخرجت من جيبك صورة الخازندار وهو غارق فى دمائه أمام منزله، وصورة النقراشى أمام المصعد وهو يتلقى الرصاص من أحد خونة الإخوان فى ظهره، يا ليتك حكيت له عن سيد فايز الإخوانى الذى قتلوه بقنبلة داخل علبة حلويات المولد ومعه طفل برىء لا لشىء إلا لأنه انشق عنهم وهم جماعة الله المختارة حاملو صكوك الغفران ومفاتيح الجنة، كنت أتمنى أن تهمس فى أذن كيرى قائلاً: من هو المستفيد يا خواجة من اغتيال محمد مبروك، ضابط الأمن الوطنى، وأهم شاهد فى قضية هروب قيادات الإخوان من السجن؟ هل قتلته خالتى خلافاً على ثمن غويشة أو كردان مثلاً؟! هل كنت تتخيل أن ضباط كرداسة الذين ذُبحوا وسحلوا وألقيت مية النار على جثثهم يمثلون مشهداً فى فيلم هوليوودى وأنهم بمجرد إطفاء الكاميرات سيتجهون لشرب الأمريكان كوفى؟!! ألم يصلك النبأ العظيم يا خواجة كيرى بأن الإخوان صرحوا عبر قنواتهم المشبوهة بأن تفجير محطات الكهرباء عمل سلمى؟! ألم تسمع البلتاجى الطيب الحنون وهو يعلن أن عمليات سيناء الإرهابية ستقف فى نفس الثانية التى يتراجع فيها السيسى عن قراره؟! ألم تصل سيادتك قائمة الإخوانجية وأبناء الإخوانجية الذين يقعون فى قبضة الأمن يومياً وهم يفجرون ويدمرون ويحرقون ويخططون لاغتيال هنا أو تفخيخ هناك؟! ألم تسأل نفسك يا خواجة كيرى مجرد تساؤل من دافع الفضول إشمعنى كل ده بيحصل فى سيناء وفى مصر كلها بعد إقصاء مرسى بالذات؟! هل هو من قبيل الصدفة؟! ألم تخبرك مخابراتك، التى اكتشفت مكان كهف بن لادن فى أقصى بقاع الأرض، عن فيديوهات التحريض الإخوانية على اليوتيوب وقوائم الاغتيال على الفيسبوك؟! أم أن مارك زوكربرج حجب عنك تلك المعلومات من قبيل النفسنة الأمريكانى؟!! عموماً نشكرك مستر كيرى على تلك المعلومات المذهلة، ونجاملكم فى الأفراح، ونورت المحكمة.