مازالت ردود الفعل تصلنى حول الملف الشائك الذى نصحنى البعض بعدم فتحه وكان ردى لا يوجد موضوع فوق النقاش أو ضد الحوار، وقد تعلمنا من الطب أن عدم تنظيف الخراج وإغلاقه على صديد وتأجيل علاجه هو بداية تسمم الجسد كله!!، وما أعرضه اليوم من رسائل أهميتها أنها من خريجى الأزهر، الرسالة الأولى من الكاتب الشاب المتميز بجريدة المقال أحمد رمضان الديباوى، يقول فيها: «أصاب الدكتور خالد منتصر كبد الحقيقة عندما تناول فى عموده البديع بـ(المصرى اليوم) قانون تطوير الأزهر الذى صدر فى العام 1961، وكان أحد عيوبه الخطيرة إنشاء كليات مدنية تتبع جامعة الأزهر، بالتوازى مع كليات اللغة العربية والشريعة وأصول الدين، بما يُعدّ انتهاكا صريحا للدستور والإنسانية، إذ إنَّ تلك الكليات المستحدَثة لا تقبل سوى خريجى الثانوية الأزهرية، فى الوقت الذى لا يتم السماح فيه بقبول طلاب مسيحيين، بما يعدّ سابقة خطيرة فى التمييز الدينى والتعليمى بين أبناء الوطن الواحد، ولعلّ وجود تلك الكليات المدنية فى جامعة الأزهر يُعدّ دليلا على تدهور التعليم الدينى والمدنى، سواء بسواء، فى الأزهر، إذ إنّ تلك الكليات المدنية تفتقر فى معظم مناهجها البحثية والعلمية إلى المنهج العلمى الحديث الذى يتخذ من الملاحظة والتجريب بداية لتأسيس نتيجة أو نظرية علمية، أما فى تلك الكليات المدنية فيتم استخدام ما يُعرف باسم الإعجاز العلمى فى القرآن والحديث لتأسيس نظريات علمية وبحثية مجافية للعلم، لأن طالب الأزهر لم يدرس فى مناهج ما قبل الجامعة شيئا ذا بال عن المنهج العلمى الحديث، كما أن استقبال تلك الكليات الطلاب الحاصلين على المجاميع العالية بالثانوية الأزهرية جعل كليات المواد الشرعية والعربية تستقبل أصحاب المجاميع الدنيا الذين لا يُحسن بعضهم القراءة والكتابة أصلا، ولمسنا نتائج ذلك كله فى الخطاب الدينى المتخلّف الذى ينتشر فى مساجد مصر ومعاهدها الدينية!!، إنّ تعديل ذلك القانون، 103 لسنة 1961، ينبغى أن يكون من أولويات صانع القرار فى مصر، حيث لن يكتمل تجديد الفكر الدينى وتثويره سوى بتعديل بعض مواد ذلك القانون، خاصة إلغاء الكليات العلمية/ المدنية من جامعة الأزهر بأن تكون تابعة لجامعة عين شمس مثلا، أو أن يتم إنشاء جامعة مدنية مستقلة تتبع وزارة التعليم العالى وتستقبل كل الطلاب المصريين دون تمييز دينى، ويتفرغ الأزهر إلى الدعوة وتجديد اللغة والفكر الدينى بما يضمن تأسيس قواعد جدية لذلك الفكر تخاطب العلم وتجنح نحو المواطنة وتزيد من الروابط الإنسانية والأخلاقية بين المصريين جميعا». الرسالة الثانية من عبدالرحمن محمد محيى، طالب بالثانوية الأزهرية، يقول فيها مبرراً المجاميع المنخفضة للثانوية الأزهرية: «تعقيب على مقال حضرتك اليوم بخصوص الأزهر وكلياته، أولا أظن حضرتك لا تعلم لماذا لا يدخل الطالب الأزهرى كلية الطب بمجموع 97% ولكنى سأوضح لك لماذا لأنه يدرس 18 مادة موزعة كالتالى: مواد شرعية (قرآن - فقه - حديث - تفسير - توحيد)، ومواد عربية (نحو - صرف- بلاغة - أدب ونصوص)، ومواد ثقافية (فيزياء - كيمياء - أحياء - لغة إنجليزية - تفاضل وتكامل - جبر وهندسة فراغية - ديناميكا واستاتيكا)، وحضرتك طلاب الثانوى العام يدرسون 7 مواد فقط، وينقسمون لقسمين علمى علوم ورياضة، بينما نحن طلاب الأزهر ندرس القسمين معا كما أوضحت سلفا، وأرجو أن أكون قد أوضحت لك أننا مجنىّ علينا ولسنا جناة».