اندهش الكثيرون من تأجيل حلقة الأستاذ محمد حسنين هيكل على قناة الـ«سى بى سى» مع الإعلامية لميس الحديدى، وتضخمت الدهشة أكثر حين أُعلن عن سبب التأجيل، ضرب المشاهدون أخماساً فى أسداس وتناقضت التخمينات، البعض قال إن البرنامج تم تأجيله لظروف إعلانية وليست سياسية، لأن الأحداث فى اليمن ستجذب المشاهد بعيداً عن هيكل، جاء الرد من المتوجسين قائلين على العكس كان البرنامج سيحصد مشاهدة أكثر لأنه أساساً عن أحداث اليمن، أما الفريق الثالث الذى لم يقنع بمجرد التساؤل ولكنه قدم الإجابة فقد أكد أن هيكل قال نبوءات عن أحداث اليمن كذبها الواقع، ولذلك ومنعاً للإحراج لم تذع الحلقة! بالطبع الإجابة عند لميس الحديدى وإدارة الـ«سى بى سى» وليس من حقى تقديم الإجابة بحسم، ولكن علىَّ فقط التساؤل كما تساءل صديقى د. يحيى طراف فى تلك الرسالة التى يقول فيها: فى أعلى الصفحة الثانية بأهرام الجمعة 27 مارس خبر طويل توسطته صورة محمد حسنين هيكل بعنوان «هيكل يتوافق مع سى بى سى على أفضلية تأجيل حلقة اليوم». وفى الخبر حيثيات ودوافع تأجيل حلقة الحوار الأولى التى سجلها هيكل مع لميس الحديدى وكان مقرراً بثها الليلة، وتناولت فيما تناولته رؤية هيكل فى أحداث اليمن ومؤتمر القمة العربى فى شرم الشيخ. وأكاد أجزم أن هذا الخبر هو بمثابة إعلان مدفوع الثمن لا شأن للأهرام بفحواه، قد كتبه السيد هيكل بنفسه بعد أن خالفت الأحداث رؤيته المستقبلية وما يمكن أن يكون قد صرح به فى الحلقة للميس الحديدى، فطلب من قناة «سى بى سى» منع بث الحلقة أو «تأجيلها» منعاً لإحراجه أمام الرأى العام، وخط بنفسه الخبر أو الإعلان المنشور وضمنه حيثيات التأجيل، وهى فى الواقع أعذار التمسها لمخالفة الأحداث لتوقعاته، ودليل ذلك أن هناك فقرة تقول «يضاف إلى الظواهر الطارئة أن الطيران الأمريكى يشارك صراحة فى القتال»؛ فهل يعقل أن يكون هذا رأى الأهرام، ولماذا خلت منه سائر الجريدة إذن، أم هو اجتهاد هيكل الذى كتب الخبر أو الإعلان؟ وعلى كل حال فالأيام بيننا، فتأجيل الحلقة كما جاء فى نص الإعلان يعنى إذاعتها فى موعد لاحق، فلو أذيعت الحلقة بالفعل لاحقاً كاملة دون حذف أو مونتاج فقد أخطأ حدسى، أما إذا لم تذع، أو أصاب الحذف والمونتاج أجزاء حديث «الأستاذ» الخاصة بتوقعاته للقمة العربية وأحداث اليمن، فقد أصبت الحقيقة.