لم أتشرف بمعرفة د. نيفين مسعد، مديرة معهد البحوث والدراسات العربية، معرفة شخصية، ولكنى قرأت البيان الذى وقّع عليه الكثير من المثقفين العرب تحت عنوان «لا للمكارثية الثقافية» اعتراضاً على محاولات الإقصاء والتربص التى تمارَس من مسئول محترم عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة لجامعة الدول العربية، والذى للأسف ينتمى إلى دولة الكويت التى لا يخلو بيت مصرى ولا عربى من إسهامات مجلسها الوطنى للفنون والآداب، سواء كان «عالم المعرفة» أو «عالم الفكر» أو «المسرح العالمى» أو «الثقافة العالمية».. إلى آخر تلك السلاسل الرائعة التى تركت بصماتها على العقل والوجدان العربى كله والتى كانت دوماً محفزاً على التفكير الحر الخلاق. ترك الرجل مهمته فى الإشراف على المنظمة وتفرغ للتفتيش فى الضمائر والدعبسة فى النيات والبحث فيما وراء الكلمات واللفتات، كانت دلائل اتهامه للدكتورة نيفين صفحة على الفيس بوك أنشأتها طالبة من محبيها ونشرت فيها وثيقة مشكوكاً أصلاً فى صحة نسبتها للملك عبدالعزيز آل سعود حول الموقف من فلسطين فى محاولة لاستعداء المسئولين فى المملكة العربية السعودية عليها، وهو يعرف جيداً أن هذه القضية لم تكن من اهتمامات الباحثة نيفين مسعد ولا من ضمن أجندتها الفكرية والثقافية، والباحث الأكاديمى لا يعمل فى السر، ثانياً حاسبها على تحرير كتاب أكاديمى نشره مركز دراسات الوحدة العربية فى بيروت منذ سنوات تحت عنوان «صنع القرار فى الوطن العربى»، وهذا الكتاب هى فيه مجرد ناقلة لوجهات نظر مفكرين وكتّاب كل فى بلده، كما وُجهت إليها اتهامات ملخصها أنها تشارك فى لقاءات تليفزيونية على الفضائيات بدعوى أن هذا يتعارض مع كونها «موظفة فى إحدى منظمات الجامعة العربية». ملخص الاتهامات ببساطة أن نيفين مسعد تفكر، وكيف لموظف أن يشغّل الزائدة الدودية التى اسمها العقل؟! نيفين مسعد امرأة فى مجتمع محافظ فكيف لها أن تكسر أوامر شهريار الذى رفض تعيينها فى البداية وهى مجرد شهرزاد المكتوب عليها أن تظل مجرد مسلواتية حكاءة لشهريار حتى يغفل عن إطاحة رقبتها بسيف مسرور!! نيفين مسعد تطالب بحقها وتصر على النضال من أجله، وهى جريمة لو تعلمون فادحة دونها الدم، لأننا فى بلاد الضاد لا نعرف طلب الحق، بل نعرف قبول القمع والقهر والتسلط وبلع اللسان، لكن معلوماتى المتواضعة التى تعلمتها فى كلية الطب والتى لا بد أن يعرفها رئيس جامعة الدول ومنظمة التربية والثقافة أن بلع اللسان يعنى الاختناق والموت.