قال فضيلة شيخ الأزهر فى حديثه الأسبوعى للفضائية المصرية إن الأزهر لا يتحمل وحده مسئولية ظهور الجماعات الإرهابية، وأنا أوافقه على ذلك فبالفعل لا توجد جهة واحدة فقط نستطيع أن نقول إنها هى المسئولة الوحيدة عن انتشار فكر التطرف والإرهاب والتكفير، فهناك التعليم المتخلف والإعلام المزيف للوعى وزوايا السلفيين التى أججت نار التطرف والتمويل الذى بلا حدود ولا سقف من بعض الجمعيات السلفية خاصة فى دول الخليج.. إلخ، ولكن من الممكن أن أقول إن الأزهر يتحمل المسئولية الأكبر، لأنه هو المسئول عن تخريج من يتصدون لهذا الفكر المتطرف، ولكن للأسف حدث العكس وهو أننا شاهدنا وما زلنا نشاهد أن نسبة لا يستهان بها من الخريجين نتيجة للمناهج التى تدرس هناك أصبحوا وقوداً لجماعات التطرف والإرهاب بدلاً من أن يكونوا درعاً وحصناً ووقاية، لكن ما أدهشنى من فضيلة الإمام الأكبر هو دعوته التى وجهها إلى الشباب لقراءة كتاب مرشد الإخوان السابق المستشار حسن الهضيبى «دعاة لا قضاة» لمكافحة تلك الأفكار الإرهابية ودحض فكرة الحاكمية!! هل لم يجد شيخ الأزهر أفضل من مرشد الإخوان لكى يأخذ بيدنا من فخ التطرف؟! لماذا لم ينصحنا بقراءة كتاب لمستشار آخر أفضل ألف مرة وأكثر استنارة ألف مرة من الهضيبى وهو المستشار محمد سعيد العشماوى وكتبه من أفضل الكتب التى نقضت ونقدت فكرة الحاكمية ومعنى الشريعة والربا والخلافة.. إلخ، لن نقول لشيخ الأزهر كيف سنقرأ لمن اتهمه الشيخ الغزالى نفسه بالماسونية؟ لن نرد على شيخ الأزهر بما حكاه ثروت الخرباوى فى كتابه عن لقائه بالهضيبى، الذى كان سبباً فى خروجه من الإخوان عندما قال له بما معناه «انت فاكر دخول الحمام زى خروجه، وإزاى تطالبنا بطاعة القانون، وماتنساش كلام حسن البنا اللى حرم فيه الخروج عن الإخوان عشان ما يتقالش عليهم صف أعوج»!! لا لن أذكر لفضيلتك كل هذا ولكنى سأقول لك شيئاً واحداً فمهما كان الهضيبى مختلفاً مع التنظيم السرى للإخوان ومهما كان رأيه أن الإخوان دعاة لا قضاة، فإن بذرة الفكر الإقصائى الذى يتبناه من رضى وقبل أن يكون مرشداً لتلك العصابة موجودة، فكرة نحن الأفضل، نحن الفرقة الناجية، النظر للمجتمع من أعلى من شرفة الأنقياء الأتقياء ذوى الأيادى المتوضئة، هذه هى المشكلة الأساسية التى لم يهجرها من تنصحنا بقراءة كتابه، التى هى نواة الفكر التكفيرى بعد ذلك، هو فعلاً يطالب بأن يكون الإخوان دعاة ولكنه يتبنى درجات الدعوة التى آخر درجات سلمها من وجهة نظر الإخوان والتى طبقوها كثيراً، درجة سلم تغيير المنكر باليد، أنا مندهش يا فضيلة الإمام فهذه ليست أول مرة تطالبنا وتنصحنا بقراءة كتاب لشخص إخوانى، ففضيلتكم من قبل وفى أحد أعداد مجلة الأزهر قلت عن سيد قطب إنه أفضل من كتب عن العدالة الاجتماعية!! سيد قطب هذا المكفراتى باذر بذور الفكر التكفيرى الإرهابى المتعالى الكاره للحياة وللحضارة، الذى نحصد ثماره الآن شهداء وضحايا ودماراً وإرهاباً تقول عنه إنه أفضل من كتب عن العدالة الاجتماعية!! بالطبع ليس سيد قطب أبداً هو من أفكر فيه حين أنصح شاباً بقراءة كتاب عن العدالة الاجتماعية بقلم كاتب مصرى، سأذكر أسماء من نفس فترة سيد قطب الذى تعتبره فضيلتك الجهبذ فى هذا المجال وأتساءل، أين فتحى رضوان وأحمد حسين وعباس محمود العقاد وكتاباتهم عن العدالة الاجتماعية؟ بل أين أعظم من كتب وبشر بالاشتراكية سلامة موسى الذى لا يصل سيد قطب إلى ربع قامته الفكرية؟! سيرد البعض سلامة موسى المسيحى نقرأ له كتبه!! نعم نقرأ لسلامة موسى المسيحى المثقف وننصح شبابنا بقراءة كتبه عن العدالة الاجتماعية من وجهة نظر محايدة لاعلاقة لها بالاستعلاء الدينى الذى يتبناه الإخوان، على الأقل سلامة موسى لم يكفر أحداً ولم يقتل خازنداراً ولا نقراشياً ولا ساداتاً!! ولم يزرع متفجرات فى محاكم أو دور سينما أو سيارات جيب.