جذب انتباهى هذا العام فى جوائز الأوسكار أن الحائزين على جائزتى أفضل ممثل وأفضل ممثلة قد جسدا شخصيتين مريضتين بمرض ينتمى إلى مجال طب الأعصاب NEUROLOGY!!، أفضل ممثل كان إيدى ريدماين عن فيلم «نظرية كل شىء»، الذى جسد فيه دور العالِم الفيزيائى الشهير ستيفن هوكنج، المصاب بمرض التصلب الجانبى ALS، وأفضل ممثلة جوليان مور عن فيلم «ما زلت أليس» الذى جسدت فيه دور مريضة ألزهايمر، بالطبع لا بد عند مشاهدة الفيلمين أن تنبهر قبل التمثيل الرائع بالدقة البالغة فى رصد تفاصيل المرض وتطوره وكأن صناع الفيلم يحضرون دكتوراه فى هذا التخصص، وأعتقد أن هذه فرصة للتعريف بهذين المرضين؛ المرض الأول ALS، الذى حظى بحملة عالمية للتعريف به من خلال تحدى دلو الثلج (Ice bucket challenge) للتضامن مع هؤلاء المرضى ولكى يشعروا بنفس الرجفة والرعشة التى يشعر بها ضحايا هذا المرض اللعين والذى قيل لستيفن هوكنج عندما أصيب به إن أمامه سنتين وبعدها سيموت ولكن إرادة هذا العالِم الحديدية جعلته يعيش حتى ما بعد السبعين وكتبنا قبل ذلك كيف ساعدته شركة إنتل على ترجمة أفكاره إلى لغة مسموعة للجمهور، يسبب هذا المرض ضمور الجهاز العصبى، وبسبب ضمور الأعصاب الحركية والخلايا العصبية فى الجهاز العصبى المركزى التى تتحكم فى حركة العضلات الإرادية تضعف وتضمر جميع عضلات الجسم، ضمور الأعصاب الحركية السفلية والعلوية يوقف إرسال الرسائل العصبية إلى العضلات، تضعف العضلات تدريجياً، ولا تقوى على أداء مهامها، ويفقد المريض التحكم بجسمه، ويحدث بها تشنجات أو اختلاجات بسبب فقد الإمداد العصبى، وأحياناً ضمور هذه العضلات نتيجة فقد هذا الإمداد، ومن الممكن أن يفقد المريض البلع ثم يتوقف التنفس، لكن مع كل هذا لا يتدهور إدراك المريض المعرفى، وهوكنج خير مثال، فمخه ظل مستيقظاً برغم هذا الشلل الكلى وفقدان القدرة على الكلام! حتى الآن لا يوجد علاج ناجع وجذرى لهذا المرض، والأمل ما زال معقوداً على الخلايا الجذعية التى تجرى أبحاثها فى المعامل الآن. أما المرض الثانى الذى جعل مَن جسدته تحوز الأوسكار بعد ترشيحات متعددة سابقة لم تحظ فيها بالنجاح فهو ألزهايمر الذى كتبت عنه أكثر من مرة ووصفته بأنه أقسى وأبشع من السرطان، هذا المرض يصيب أكثر من 26 مليوناً حول العالم، وهو سادس سبب للوفاة حول العالم وله 10 علامات تحذيرية مبكرة أرجو ألا ينزعج أحد إذا كانت لديه واحدة منها، فمسألة التشخيص أكبر وأعمق من مجرد هذه الأعراض المبكرة أو وجود عرض منفرداً، هناك تغيرات الذاكرة التى تعيق الحياة اليومية، صعوبات وتحديات فى التخطيط وحل المشاكل، صعوبة إتمام مهام مألوفة فى البيت، أو العمل أو أوقات الهوايات، ارتباك وخلط ذهنى فى الزمان أو المكان، مشاكل فى فهم وتفسير الصور البصرية والعلاقات المكانية، مشاكل جديدة فى اختيار الكلمات المناسبة خلال الحديث أو الكتابة، وضع الأشياء فى غير مكانها الصحيح وفقدان القدرة على اقتفاء أثر الأشياء، قدرة منخفضة أو سيئة فى الحكم على الأشياء، الانسحاب من العمل أو الأنشطة الاجتماعية، تغيرات فى المزاج والشخصية.