عندما أعلن الرئيس المعزول مرسى أنه سيدافع عن نفسه فى قضية التخابر، كنت أظن أن السجن قد غير من طريقة تفكيره وأن خطابه سيكون انعكاساً لهذا التغيير!!، لكن ظنى قد خاب ووجدت مرسى العياط الإخوانى بنفس العقلية الإخوانية المعادية للمجتمع وفكرة الدولة، وجدته بنفس الانسحاق أمام المرشد وخيرت والجماعة، وجدته بنفس طريقة اللف والدوران والتحوير والتدوير والتكرار والثرثرة، طبعاً الإخوان يفسرون هذا بالثبات على المبدأ والعقيدة، وهو فى الحقيقة ثبات على الخواء العقلى والفراغ الوجدانى الأصيل الذى تتسم به هذه الجماعة الإرهابية، فالإنسان هو الكائن الوحيد الذى له تاريخ ممتد يكتبه ويحكيه ويستفيد منه وينقل تجاربه، لأنه يتعلم من أخطائه ويعدل تفكيره طبقاً لهذا التعليم، إلا الإخوان فهم قطار الحماقة يمشى على نفس المسار حتى لو اصطدم بجبل فى نهاية الخط، ولإثبات هذا الاستنتاج، سأقتبس عدة عبارات قالها مرسى أمام المحكمة، وسأترك لكم الحكم على مدى صدق استنتاجى: «أنا عايز بس من المحكمة تسمعنى تلات ساعات هحكى كل حاجة باختصار».. نفس انعدام الإحساس بالزمن!!، رئيس المحكمة انزعج ونبهه إلى أن المحكمة لا تريد دروساً فى التاريخ، وأنا أظن أنه لو كان يريد فعلاً تلخيص تاريخ مصر منذ آدم وحواء وحتى تاريخ القبض عليه، ما احتاج إلى تلك الثلاث ساعات، إنه لا يعرف أن أفلام السينما تميل الآن إلى تقليص مدتها عن الساعتين حتى يستوعب الجمهور، لكن الله قد حباهم بنعمة اللت والعجن والدوران حول نفس النقطة لمدة 24 ساعة بدون كلل أو ملل. فوجئنا بعد هذه الساعات وبرغم أنه كان مجهزاً للمرافعة ومذاكرها، فوجئنا بخطبة مملة هى عبارة عن موضوع إنشاء يستحق درجة الصفر بامتياز، فالاختزال والاختصار إبداع عقلى لا يجيده الإخوان. «التخابر مع حماس شرف»!!، بالطبع يعرف مرسى أن التنصل من تلك التهمة مستحيل، لأن المكالمة الشهيرة مسجلة فقرر المعزول بذكائه اللوذعى أن يغازل مشاعر العامة والشارع باللعب على وتر القضية الفلسطينية، وأن وضع أسرار الدولة المصرية على طاولة حماس الإخوانية شرف وليس تخابراً، الفلسطينى الحمساوى أهم عند الإخوان من المصرى المسلم وطبعاً أهم بمراحل من المصرى المسيحى، لم يعرف مرسى، رئيس الدولة المنوط به حفظ أسرارها أن شعار: «زيتنا فى دقيقنا» ينفع فى لغة المخابز والأفران وليس فى مستقبل الأوطان. «جهة سيادية كان يرأسها السيسى حجزت غرفاً فى فنادق مطلة على التحرير عشان يقتلوا المتظاهرين»!!، نفس اللؤم والخبث وضرب الزنب التحتية والأسافين بين الشعب وأجهزة الدولة، لماذا يا مرسى أنتم وجماعتكم تعتبرون المصريين أغبياء، مجانين، شاربين داتوره!!، فضلاً عن أن هذا الكلام لا ينطلى على مخ ذبابة ولا يقنع طفلاً، فإنه يجب أن تتذكر أنكم قد اتهمتم من قبل حبيب العادلى ومبارك، وأنك شخصياً قد عينت السيسى الذى استأجر غرف فنادق التحرير طبقاً لحكايتك الأسطورية وزيراً للدفاع!!، هل لم يصلك يا مرسى بعد النبأ العظيم أن هناك اختراعاً اسمه اليوتيوب هو «جبرتى العصر الحديث»، الذى يوثق الأحداث ولا يسمح لمزيفى الوعى وغاسلى الأدمغة بتحويل شعب إلى قطيع خرفان. «أنا لقيت واحد بيدينى تليفون صغير من الرخيص ده اللى هو النوكيا ده وفجأة لقيت الجزيرة بتكلمنى»!!، ياراااااجل قل كلاماً غير تلك الأراجيف والترّهات، الهزار لا يليق بالرؤساء يا رجل، الموبايلات مقطوعة تحولت إلى جثث فى ذلك الوقت، وأنت بمعجزة من نوكيا الرخيص تستطيع التواصل مع قطر، إذن أنت من أهل الخطوة الذين يستطيعون الحلول فى بلدين بنفس الزمن والتوقيت وأيضاً بنفس النوكيا، لك المجد يا فنلندا.