رحيل الملك عبدالله (رحمة الله عليه) يفرض أسئلة ويثير علامات استفهام كثيرة منها السياسى ومنها الاجتماعى، خاصة أن السعودية ليست دولة صغيرة أو هامشية يمثل رحيل الحاكم فيها حدثاً داخلياً أو شأناً خاصاً ولكنها رمانة الميزان فى الشأن الخليجى كله، هى القبلة والبوصلة والقوة الاقتصادية المؤثرة والكتلة السكانية الضاغطة والمساحة الكبيرة الممتدة والثقل الدينى والروحى المهيمن، كل هذا يجعل من رحيل ملك قوى ومؤثر مثل الملك عبدالله رحيلاً مختلفاً ومؤثراً على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية كافة.. هناك أسئلة معلقة تدور فى أذهان الكثيرين خاصة من غير المتخصصين والمطلعين على الشأن السعودى مثلى، السؤال الأول والمهم هل ما أصدره الملك عبدالله ومن قبله الملك فهد من تنظيم لإجراءات البيعة وانتقال الحكم سيضمن الانتقالات السلمية بعد ذلك، خاصة بين أبناء العمومة بعد رحيل معظم الجيل الأول من أبناء عبدالعزيز المباشرين؟ أبناء العمومة من الجيل الثانى بخلفياتهم العائلية والثقافية المختلفة، وطموحاتهم المتباينة ومراكز ثقلهم المتناقضة، هل كل هؤلاء الأقارب من الجيل الثانى وهم بالمئات سيتفقون بسلاسة على التنازل عن شرف وبريق الحكم لقاء رخاء وضمان اقتصادى هو فى الأساس متوافر لهم منذ الولادة ولا يستميلهم ولا يغريهم ولا يسيل لعابهم له؟! سيرد البعض: هذا مستحيل. ولكننا نرجعهم إلى ما حدث ما بين سعود وفيصل وإلى كيفية اغتيال الملك فيصل برغم الحب الجارف الذى كان يتمتع به!! السؤال الثانى هو عن تلك الكتلة السعودية من الشباب الذى تعلم فى الخارج، خاصة فى أمريكا ولندن سواء فى بعثات حكومية أو بنفقات خاصة، تلك الكتلة تزيد يوماً بعد يوم وتساهم فى الحراك الثقافى الذى من الممكن أن يكون بطيئاً ولكن عجلته قد بدأت فى الدوران وأجبرت العائلة المالكة على إحداث بعض التغيرات الثقافية وآخرها ما فعله الملك عبدالله حين أنشأ الجامعة المختلطة، التى كانت ضرباً من ضروب المستحيل، هل سيرضى هؤلاء ممن تشربوا بعض الثقافة الغربية ومنهم بعض شباب العائلة المالكة نفسها ببعض الممارسات الصادمة للغرب مثل عدم قيادة المرأة للسيارة وهيمنة وسيطرة جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر... الخ. هذه أسئلة يفرضها رحيل الملك وتفرضها مكانة المملكة.