قدم الأستاذ مجدى الجلاد فى برنامجه «لازم نفهم» بلاغاً للنائب العام ضد الدجالين الذين يُدعون زوراً وبهتاناً بالشيوخ ويفتحون مراكز وعيادات لعلاج السحر والمس وإخراج الجن والعفاريت وفك الأعمال وتزويج العانس وتحميل العاقر... إلخ، ويتقاضون الفيزيتة بالمئات والآلاف!! ولا حياة لمن تنادى، أذن من طين والأخرى من عجين، يخرج الدجال علينا بكل بجاحة يبث سمومه وأكاذيبه وهو آمن وواثق بأن لا شىء سيحدث له ولن تمس الداخلية شعرة فى رأسه الذى يعمل كماكينة أكاذيب تبيع الوهم والأساطير والخرافات للغلابة والمخدَّرين. السؤال الذى يجب على الدولة أن تجيب عنه هو: هل نحن دولة تخضع لدستور دولة مدنية حديثة أم تخضع لدستور يا أسيادنا؟ هل هى دولة قانون أم دولة خرافات وأوهام؟ اعترضت على اقتراحات بمتابعة الدجال ومراقبته بعد مداخلته البجحة فى البرنامج وأيضاً على تحجيم واختزال الخطأ فى أنه يأخذ فيزيتة بمائة جنيه، فالقضية ليست فى قيمة الكشف، بل القضية فيمن سمح له بالكشف أصلاً!! يكشف على الناس بأى صفة؟! وليس المطلوب أن نرسل مرة أخرى صحفياً متخفياً لفضحه، ولكن المطلوب أن يوضع فى السجن فوراً وبعد الحلقة مباشرة هو وأمثاله من المتاجرين بأوهام الناس، وإلا فلتخرج علينا الدولة وتعترف بمراكز الجن والسحر وتطالب أصحابها ببطاقات ضريبية على الملايين التى تتدفق عليهم من الجهلاء والمتخلفين، أتساءل وأنا لست قانونياً: هل لا يوجد فى القانون نص واضح لعقاب هؤلاء المدلسين المجرمين القتلة؟ كيف تسكت وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة العدل على هذه الجريمة فى حق العقل المصرى والتى تحدث على الملأ وعلى عينك يا تاجر كل يوم بالصوت والصورة ويعرفها الجميع ويتواطأ على تغميض الأعين حيالها الجميع؟! إنها ليست جريمة نصب فقط ولكنها معول هدم يمسك به هؤلاء كل يوم بل كل دقيقة لهدم وتخدير وتغييب العقل المصرى. علينا أن نحدد كوطن وكحكومة وكمواطنين، هل سنختار سكة السلامة وهى العلم أم سكة الندامة وهى الدجل والخرافة؟ وعلينا أن نجيب بصراحة لكى يعمل كل واحد حسابه ويتصرف بناء على ذلك الاقتناع الوطنى فنقف طوابير لكى يعالجنا الجن ويعلمنا الجن ويزوجنا الجن ويحارب لنا أعداءنا الجن ويحفر قناة سويسنا الجن وينهض باقتصادنا الجن... إلخ. على الحكومة أن تغلق المركز القومى للبحوث، وعلى الجامعات أن تشطب كل رسائل الدكتوراه، وعلى مؤسسة الرئاسة أن تلغى المجلس الاستشارى العلمى وتنشئ بدلاً منه مركزاً للجن والعفاريت وشمهورش وحابس حابس لفك الأعمال والربط وشئون الكودية. كل دقيقة تمر ومثل هؤلاء الدجالين خارج السجن بعيداً عن المحاكمة والمحاسبة هى إدانة لكل مسئول فى هذا البلد، كل دقيقة تمر وسمومهم تبث فى الفضائيات وتدمر أسراً وتقتل غلابة هى كشف لكل عوراتنا أمام الدنيا، دماء هؤلاء الغلابة المضحوك والمنصوب عليهم فى رقبة الدولة الصامتة الخرساء المتواطئة بطناشها وسكوتها وأحياناً تعاونها، فالكثير من الكبار يذهب للدجالين، والكثير يتغاضون عن تنفيذ أحكام صادرة ضد هؤلاء النصابين، إن هؤلاء الدجالين ليسوا دولة داخل الدولة، إنهم دولة فوق الدولة.