صدرت دراسة أخيرة من كلية طب بايلور بهيوستون تحت إشراف د. رافى هيرا تناقش قضية تناول قرص أسبرين يومى للوقاية من جلطة القلب والمخ، وحذرت من هذا الإجراء الذى يتم الآن بصورة روتينية عند جزء كبير من الأمريكيين بدون استشارة طبيب نظراً لسهولة الحصول على الأسبرين، الذى يعتبر أقدم دواء موجود الآن فى الصيدليات، من المعروف استخدام الأسبرين بجرعات منخفضة بعد حدوث جلطة، وبشكل يومى لكن ما تناقشه الدراسة هو تناوله قبل الجلطة من قبيل الوقاية، وهل هذا الإجراء الوقائى يستحق المخاطرة بنزيف المعدة نتيجة تلك الجرعات المستمرة من هذا الدواء، تحذر الدراسة من الاعتماد على هذا الأسبرين الذى يجعلنا نكسل عن تغيير نمط الحياة، الذى هو أهم من طن أسبرين. جدل محموم وشديد يدور فى الدوائر العلمية ما بين مؤيد ومعارض نرجو أن يحسمه لنا أطباء القلب ويمنحوننا مزيداً من الفهم للقضاء على التشويش، إليكم بعض المعلومات البسيطة حول الأسبرين ودوره فى الوقاية من الجلطة وأيضاً أعراضه الجانبية. يمنع الأسبرين الصفائح من قدرتها الطبيعية على الالتصاق ببعضها بعضاً، وتشكيل جلطات الدم، من ناحية يمكن استخدام هذا التأثير بشكل مفيد، مثلاً لمنع تجلط الدم الذى يسبب نوبات قلبية أو سكتات دماغية، من ناحية أخرى عن طريق منع تجلط الدم يمكن أن يكون للأسبرين تأثير ضار فى تعزيز النزيف، لذا لا ينبغى أن يستخدم الأسبرين من قبل الأشخاص الذين يعانون من الأمراض التى تسبب النزيف (مثل الهيموفيليا وأمراض الكبد الحاد) أو الأمراض التى قد يحدث نزيف نتيجة لمضاعفاتها مثل (قرحة المعدة)، ولأن تأثير الأسبرين على الصفائح الدموية يستمر لأيام كثيرة، ينبغى ألا يأخذ الشخص الأسبرين لسبعة أيام على الأقل قبل العمليات الجراحية أو أى إجراء فى الأسنان بسبب زيادة خطر النزف بعد هذه الإجراءات. يمكن أن يتلف الأسبرين بطانة المعدة والاثنى عشر، مما يسبب آلاماً فى البطن ونزيفاً أو القرحة. نتيجة لذلك فإن 1 من كل 5 أشخاص يتناولون الأسبرين بجرعة 2.5 جرام يومياً، أو أكثر يصابون بالقرحة، كما أن حوالى 1 من كل 6 أشخاص يفقدون كمية كبيرة من الدم من نزيف الجهاز الهضمى ليصابوا بفقر الدم، وفى محاولة للحد من هذه المضاعفات المحتملة، فقد تم طلاء بعض أقراص الأسبرين بطلاء خاص يمنع القرص من الذوبان إلى أن يجتاز المعدة والاثنى عشر، وقد تقلل هذه «التغليفة» فى بعض منتجات الأسبرين من آلام البطن، ولكن ليس النزيف أو القرحة. من الممكن أن يتفاعل الأسبرين مع الأدوية الأخرى مسبباً آثاراً جانبية غير مرغوب فيها. على سبيل المثال تعزز جرعات عالية من الأسبرين تأثير بعض الأدوية التى تخفض نسبة السكر فى الدم، وعندما يؤخذ الأسبرين جنباً إلى جنب مع مضاد للتخثر مثل الوارفارين، فإنه يمكن أن يضعف كثيراً من قدرة الجسم على تشكيل جلطات الدم، مما يؤدى إلى النزيف المستمر، لذلك يجب مراقبة وضع هذه المجموعات من المرضى عن كثب من قبل الطبيب، ويمكن أيضاً أن ترفع جرعات صغيرة من الأسبرين مستويات حمض اليوريك فى الدم، وربما يتعين تجنبها من قبل المرضى الذين يعانون من زيادة مستويات حمض اليوريك أو النقرس.