الإرهابيون يراهنون على ضعف ذاكرتنا ويلعبون لعبة «بكره الشعب ده ينسى زى ما نسى حاجات كتير قبلها»، لأن ذاكرة المصريين هى ذاكرة السمك الذى يرى السنارة يومياً ولكن ذاكرته وقتية لا تراكمية ولذلك فهو يبتلع الطعم كل يوم من نفس الصياد وبنفس السنارة، وحتى إذا أنقذته الأقدار لن ينقل خبراته لجيرانه وأبنائه من الأسماك الصغيرة لأنها ليست خبرة بل فطرة، وحتماً سيتم اصطياد السمكة الحفيدة بنفس الأسلوب وبيد حفيد الصياد هذه المرة. حتى لا ننسى لا بد من توثيق الإرهاب كما فعلت أمريكا مع 11 سبتمبر، من يزور منطقة برج التجارة العالمى فى مانهاتن يجد مكان برج التجارة القديم قد استُغل لشحن بطاريات ذاكرة الأمريكان والعالم، فلقد احتل مكان أطلال البرج القديم مساحتان كبيرتان وكأنهما حمام سباحة تنسال على جدرانه المياه وأسماء ضحايا سبتمبر مكتوبة بالكامل عليها، وهناك متحفان أيضاً لإحياء الذكرى، تجد هناك قطعة من الطائرة التى ارتطمت بالبرج وهناك نثريات لا يمكن أن تمتلك إزاءها إلا الدموع الساخنة والبكاء الحار، دمية طفلة كانت هناك، ملعقة، شوكة، حذاء سيدة، مفاتيح حارس، رسالة حب، جاكت رجل البوليس... إلى آخر تلك الذكريات المؤلمة التى تذكر الناس كل دقيقة بأن الإرهاب خسيس وندل وجبان وأعمى ومريض بلا قلب وبلا عقل. التوثيق مهم، الذاكرة الحية مهمة، لا بد من إقامة جدار يحمل أسماء كل هؤلاء الشهداء منذ حكم الإخوان البغيض حتى الآن، حكم الإخوان الذى استدعى الإرهابيين من كافة بقاع العالم وقال لهم اهبطوا مصر أنتم فى أمان، حتى لا ننسى لا بد لكل جيل لم يعاصر هذه الأحداث بوعى أن نذكّره بأن الإخوان وشركاءهم وعدوا بالتفجير والاغتيالات ورش الدم وذبح الرقاب التى أينعت وأوفوا بالعهد والوعد.