ذكريات حرب أكتوبر ضد الموت والفناء، حتى من هاجر من العسكريين خارج مصر حمل ذكرياته معه فى وجدانه وقلبه وعقله، بعض من ذكريات عميد متقاعد تادرس عزيز بدوى الذى يعيش فى سيدنى الآن يقول: «عندما نتحدث عن حرب 6 أكتوبر 1973 فنحن نتحدث عن فتية آمنوا بربهم ثم بأوطانهم وكرسوا حياتهم لواجب مقدس سخّروا لأجل تحقيقه كل إمكانياتهم وقدراتهم الذهنية، والنفسية، والبدنية، واسترخصوا فى سبيله أرواحهم، فلم يكن فى حساباتهم بديل عن النصر سوى الشهادة؟! واستعداداً لهذه الحرب كان هناك العديد من الابتكارات والتعديلات التى أجريت على بعض الأسلحة، كذلك تصنيع أسلحة جديدة. فقد كان السلم الخشبى ذو الحبلين من الجانبين ابتكاراً مصرياً استخدمه الجنود فى تسلق الساتر الترابى الذى أقامته إسرائيل على الضفة الشرقية للقناة، والذى يتراوح ارتفاعه بين 12 و18 متراً، كما تم تعديل طائرات الميج 17 و21 وسوخوى 7، بإضافة حمالات جديدة لحمل الصواريخ والقنابل، أيضاً قامت مصر بتصنيع قنبلة تُستخدم لتدمير ممرات إقلاع الطائرات. كانت مصر وسوريا هما رأس الحربة، أما باقى الدول العربية المشاركة فهى التى دفعت الحربة داخل صدر العدو وغرستها فى قلبه؟! كانت المساعدات العسكرية كالآتى، على الجبهة المصرية: سرب طائرات ميج 21 وسرب ميج 17 وسرب سوخوى 7 ولواء مدرع من الجزائر. سربا طائرات ميراج، واحد يقوده طيارون ليبيون وآخر يقوده مصريون ولواء مدرع من ليبيا، سرب طائرات هوكر هنتر عراقى. لواء مشاة مغربى، لواء مشاة سودانى، كتيبة مشاة كويتية، كتيبة مشاة تونسية. وعلى الجبهة السورية: ثلاثة أسراب ميج 21، وسرب ميج 17، وفرقة مدرعة، وفرقة مشاة من العراق، فرقة مدرعة من الأردن، لواء مدفعية من المغرب، كتيبة مدرعات سعودية. أما عن الدعم النفطى والمالى فكان كالآتى: 4 ملايين طن من الزيت و40 مليون دولار من ليبيا. الملك فيصل، ملك المملكة العربية السعودية، أوقف إمداد أمريكا وأوروبا بالبترول وساهم بمائتى مليون دولار. دولة الإمارات العربية المتحدة ساهمت بمائة مليون دولار. لم تكن هذه هى فقط مظاهر تأكيد حيوية وفعالية القومية العربية، فقد كانت هناك قوات جوية مصرية فى سوريا، قبل بدأ الحرب السرب 62 ذهب إلى سوريا وتمركز بقاعدة المزة الجوية، وهناك تم التدريب، والتعرف على الأجواء السورية، ومسرح العمليات، وانضم هذا السرب إلى لواء مقاتلات قاذفة سورى، تحت قيادة العميد طيار صبحى حداد، وسُمى سرب البعث الخامس عشر؟! ذكرت كل هذا، وهو قليل من كثير، لأسجله للتاريخ ونضعه نصب أعيننا دوماً، لكى نؤمن أن قوتنا فى وحدتنا، والنصر لا يأتى إلا بالتضامن والتكاتف». ما زلت أؤمن بأن منبرى هذا ليس ملكية خاصة ولا احتكاراً تم تأميمه لصالحى، ولذلك أنشر رسائل مهمة لقراء لديهم الحس الوطنى والصحفى من آن لآخر، ولكن أحياناً يرسل القارئ مقالاً بدون الإشارة إلى المصدر، خاصة إذا كان المصدر شاباً فى مقتبل حياته، وهذا عيب خطير وظلم للشاب وافتئات على حقه، وقد فعل هذا القارئ ديفيد نجمى الذى أرسل رسالة عن المواطنة فى ألمانيا ولم يشر إلى أنها مقال أو بوست على الفيس بوك لشاب اسمه عبده فايد، وحتى نعيد الحق إلى أصحابه فالرسالة التى عنوانها «يعنى إيه مواطنة؟» ليست لديفيد نجمى ولكنها لعبده فايد.