دائماً يتحفنى صديقى د.يحيى طراف بلقطاته الذكية التى تدل على لماحية مثقف مصرى لم يرضَ بدور الجرّاح الماهر فقط بل تعداه إلى تضميد جراح الوطن بانتقاد سلبياته، أرسل لى د.يحيى طراف لقطة هى من مساخر زماننا الشقلباظى الذى نعيش سيركه المنصوب منذ فترة لحست فيها الأمخاخ وتأرجحت المشاعر وصار سوق عكاظ الإعلامى فرصة سانحة لعملقة أقزام وتمزيق عمالقة ولعب أدوار نضالية بأثر رجعى اعتماداً على ذاكرة المصريين المثقوبة، يقول د.طراف: جاء فى اليوم السابع (24/8) أن على لطفى رئيس وزراء مصر الأسبق قال خلال حواره مع برنامج «السادة المحترمون» على قناة «أون تى فى» عن مشروع قناة السويس، إنه ثانى مشروع بعد المحطات النووية التى رفضها مبارك، الذى عرضه عليه ورفضه، وقال ذلك المشروع فكرت فيه منذ 25 عاماً، وذهبت إلى رئيس الجمهورية وسألته عن سبب الرفض، فقال: «إنت عاوز لما تقام المشروعات على جانبى القناة يجيلى واحد إرهابى يضرب لى مركب معدية أو سفينة يضيع عليا إيرادات قناة السويس»، فرد لطفى قائلاً: «اللى يخاف ميحكمش». فهل يريد منا على لطفى أن نصدق أنه قال لمبارك فى أوج قوته وسلطانه «اللى يخاف ميحكمش»؟ على لطفى هذا هو الذى وقف خطيباً فى واحد من أكبر فنادق القاهرة خلال حفل التكريم الذى أقامه السعودى غازى عوض الله للدكتور فتحى سرور فى أبريل ٢٠٠٩ بمناسبة مرور تسعة عشر عاماً على توليه رئاسة البرلمان المصرى، فقال على مسمع ومشهد من رجالات مصر ومثقفيها والسفراء العرب الحضور: «فتحى سرور يا ويكا‏.. الكل يحبك حب الفرخة للديكا أما حبك للقانون فهو فى دمك وكلاويكا أستاذ قانون ناجح لما تعرف شغل البولوتيكا‏.. ‏ لأن مصر دايماً فى قلبك‏.. ليس لها شريكا طلبة الحقوق بيقولوا كلامك حلو وسكر‏.. وعامل زى المزيكا»‏.. ‏ فهل الإناء الذى ينضح بهذا السقط، يحتوى على عبارة «اللى يخاف ميحكمش» موجهة لفرعون مصر فى سلطانه وصولجانه؟ أدعوك لقراءة مقال الشاعر فاروق جويدة فى عموده «هوامش حرة» بعنوان «لا نستحق هذا الوطن» بأهرام 10/4/2009، ينعى فيه هذا السقوط الأدبى واللغوى، لمن كان يوماً رئيساً لوزراء مصر.