منذ عدة أسابيع دار جدل طبى شديد حول معجون أسنان كولجيت، وهل يحتوى هذا المعجون على مادة مسرطنة أم لا، انتظرت صدور بيان من وزارة الصحة أو نقابة أطباء الأسنان أو جهاز حماية المستهلك لشرح وتوضيح هذه المسألة وتأثيرها على صحة المصريين، ولكى لا نتركهم فى هذا التخبط، خاصة أن المصريين، بلغة الشارع، بيتلككوا لعدم العناية بأسنانهم، فنحن بصراحة أسوأ شعب فى العالم من ناحية العناية بالأسنان، ونمتلك أسوأ أسنان ولثة فى مجرة درب التبانة، ولذلك ليس من الحكمة أن نترك المصريين نهباً للتخبط. الحكاية ببساطة أن هذا المعجون يحتوى على مادة اسمها TRICLOSAN، ما هى هذه المادة؟ إنها مادة كيميائية مضادة للبكتيريا بدأ استخدامها فى تصنيع الصابون المضاد للبكتيريا منذ عام 1970 ثم استُخدمت بعدها فى سوائل التنظيف والأنسجة ومزيلات العرق والمعقمات ومستحضرات التجميل وغيرها، وقد أجازت الـFDA استخدامها آنذاك. فى عام 2000 تم إجراء دراسات أخرى على مادة التراى كلوزان فوجدوا أنها تؤثر على فئران التجارب وبعض هورموناتها، مما قد يؤدى إلى تكون خلايا سرطانية وعقم وتلف خلايا عصبية وتكون أنواع مضادة للبكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية. تم عرض هذه التجارب على هيئة الغذاء والدواء الأمريكية فصرّحت بعد التحقيق فى الأمر بأن رد فعل البشر تجاه هذه المادة مختلف عن رد فعل فئران التجارب بشرط أن تكون الكمية التى تُستخدم نسبتها 0.3% فى أنبوبة المعجون الكبيرة، وهذا هو البيان الصادر من الـ«FDA» حول هذا الموضوع: تعليقاً على ما أثير مؤخراً بأن معاجين الأسنان «كولجيت» تحتوى على مادة (Triclosan)، والتى يعتقد ارتباطها بعدد من حالات مرض السرطان، تود الهيئة العامة للغذاء والدواء أن توضح لعموم المستهلكين، بأنها قامت بمنع استخدام مادة (Triclosan) فى منتجات التجميل كإجراء احترازى، بناء على تقييم المنافع والمخاطر، وذلك على ضوء الدراسات المعملية والتجارب على الحيوانات والتى تشير إلى احتمال وجود ارتباط بين هذه المادة وبعض حالات مرض السرطان. وحيث إن هذه المادة تُستخدم فى بعض معاجين الأسنان لعلاج التهابات اللثة، وبناء على ما تقدمت به الشركة المنتجة لمعجون أسنان «كولجيت» من إثباتات تؤكد مأمونية منتجها على الإنسان، ولعدم وجود دراسات سريرية كافية على الإنسان تثبت هذا الارتباط، أدرجت الهيئة العامة للغذاء والدواء معاجين «كولجيت» التى تحتوى على مادة (Triclosan) كمنتجات صحية، وليس كمنتجات تجميلية، على أن لا يزيد تركيز هذه المادة على 0.3%، مع ضرورة وضع إرشادات على العبوة -لتقليل المخاطر- تنص على أن: «الأطفال من 6 سنوات وأصغر، عليهم استعمال كمية قليلة من المعجون، بإشراف الكبار، ويراعى عدم البلع، مع البصق والشطف بالكامل بعد تنظيف الأسنان». وتؤكد الهيئة العامة للغذاء والدواء بأنه لا يُسمح ببيع وتسويق منتجات معاجين الأسنان المحتوية على مادة (Triclosan)، ما لم يتم إدراجها لدى الهيئة كـ«منتجات صحية»، حتى يتم التحقق من مأمونيتها، ومتابعتها بعد التسويق.