وصلتنى من القراء تعليقات كثيرة على تقرير «هيومان رايتس ووتش» وهو ليس تقريراً يكفى أن نعلق عليه بيخبطوا دماغهم فى الحيط وخلاص، لأن التقرير له تبعات وللأسف من الممكن أن تتخذ بناء عليه قرارات دولية وهذه هى خطورته، اخترت لكم تعليق د. يحيى طراف أستاذ جراحة عظام الأطفال، يقول د. يحيى «فى معرض تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش الجائر على الحق والحقائق الخاص بفض اعتصامى رابعة والنهضة، ذكّرنى صديقى د. أيمن أبوالمجد أستاذ القلب، بواقعة خطيرة هزت الولايات المتحدة والعالم عام ١٩٩٣، قتلت فيها الشرطة والجيش الأمريكى ستة وسبعين شخصاً من بينهم ثلاثة وعشرون طفلاً، فى هجوم مسلح بالمدرعات والأسلحة الثقيلة على مقر اعتصامهم المسلح فى مزرعة «ماونت كارمل» بالقرب من مدينة واكو بولاية تكساس الأمريكية. ولقد أقرت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية آنذاك مشروعية الفض الأمريكى المسلح، فلم تصدر تقريراً يدينه، وكان مسئولها الأول آنذاك هو نفس رئيسها الحالى الذى طردته مصر من أراضيها؛ كينيث روث. فقد اعتصم متطرف أمريكى يدعى «دافيد كوريش» مع أبناء طائفته -وكانت تدعى «برانش دافيديانس»- فى تلك المزرعة على مشارف مدينة واكو، ونمى إلى علم السلطات أنهم يقومون بتخزين السلاح بالمخالفة للقانون. فاستصدرت السلطات إذناً قضائياً لتفتيش المزرعة، ولدى قيامها بتنفيذ المهمة يوم ٢٨ فبراير عام ١٩٩٣، فوجئت بإطلاق النار على أفرادها من داخل المزرعة، فقُتل من رجالها أربعة أفراد. عندئذ استدعت السلطات قوات مكتب التحقيقات الفيدرالية وقوات الجيش الأمريكى المعززة بالمدرعات والأسلحة الثقيلة، وضربت حول المزرعة حصاراً دام واحداً وخمسين يوماً، عرف باسم حصار واكو «Waco siege». فلما فشل الحصار فى دفع «كوريش» وطائفته للاستسلام وتسليم سلاحهم، لم تجد القوات الأمريكية المرابطة حول المزرعة بداً من اقتحامها بالقوة المسلحة يوم ١٩ أبريل، مع علمها أن بالداخل أطفالاً رضع وآخرين دون الحلم. فقُتل جراء الهجوم والحرائق التى نشأت عنه، ستة وسبعون من المعتصمين، كان من بينهم ثلاثة وعشرون طفلاً، ولم ينج إلا تسعة أشخاص، لا يزال بعضهم اليوم حياً يرزق، يحكى أهوال هذه المذبحة التى لا يصدق أنها تمت على أرض أمريكية، وللعلم تم الاقتحام المسلح بإذن من رئيس أمريكا آنذاك؛ بيل كلينتون. الجدير بالذكر أن منظمة هيومان رايتس ووتش لم تنبس آنذاك ببنت شفه حول هذه المذبحة، فقد اعتبرتها على ما يبدو من أعمال السيادة المشروعة للسلطات الأمريكية؛ فلماذا تنكر على مصر ذلك اليوم؟ والأجدر بالذكر أن كينيث روث الرئيس الحالى للمنظمة الذى أدان مصر وأراد دخولها عنوة ليقرأ أراجيفه من على أرضها، فطردته مصر، كان المدير التنفيذى للمنظمة منذ عام ١٩٨٧، ثم رئيسها منذ ١٩٩٣ حتى اليوم، لكنه لم يؤثر عنه أن أنكر الفض الأمريكى المسلح الذى وقع وهو على رأس المنظمة، فهل نريد دليلاً من بعد ذلك على نفاق هؤلاء وكذبهم وعمالتهم لمن يدفع لهم». انتهى التعليق دون تعليق منى أنتظر منكم قراءات وتحليلات وتعليقات أخرى على التقرير.