بعد أفول ظاهرة عمرو خالد ظهر فى مصر بديل الدعاة الكاجوال، وهم مجموعة من الشباب الشيك الذين لا ينتمون لمؤسسة الأزهر أو للسلفيين، ولا يتحدثون فى تفاصيل الفقه، ويقتصرون فقط على الحكايات والقصص والمواعظ وما يسمى الرقائق، ولهم حظوة كبيرة عند كثير من الشباب الذى وجد فيهم ظلاً لعمرو خالد الذى افتقدوه بعدما جذبته مشاريعه بعيداً عن محيط تأثيره القديم وخسر بانغماسه فى السياسة بعد 25 يناير الكثير من مريديه، شاهدت أحد هؤلاء الدعاة الكاجوال وهو مصطفى حسنى فى حلقة رمضانية من تركيا، استمعت إلى كلام هو عجب العجاب، مثير للضحك من فرط سطحيته وبعده عن الحقيقة، يقف الشاب مصطفى حسنى وهو يكاد يبكى من فرط التأثر وخلفه تمثال ضخم لأتاتورك، قائلاً إن هذا الرجل -يقصد أتاتورك- ضيّع تركيا وجعلها منفتحة كأوروبا، ولكن الله انتقم منه أثناء حياته وليس فى الآخرة فقط، لأنه نشر العلمانية وقد أخبره الأتراك بأنه ظل يصرخ فى قصره فى أواخر حياته من شدة المرض وكانت الجماهير تسمع صراخه وهذا من سوء الخاتمة!! بالطبع هذا كلام أقل ما يقال عنه إنه كلام كذب فى كذب وحديث مصاطب ولا يمت للتاريخ بصلة ولا حتى للإنسانية، ذلك لأن رسالة المرض التعذيبى الانتقامى الذى يرسله الله وخاتمة الإنسان وطريقة وفاته التى يترجمها الداعية الوسيم الكيوت الكاجوال إلى أنها سوء خاتمة وتلخيص لحكم الله فى هذا البنى آدم، هذه رسالة تبعد الدين، أى دين، عن سماحته ورسالته وتخدش قداسة الرب وعدله وحكمته، فحكاية سوء الخاتمة وطريقة الوفاة كعقاب ربانى تهزها، وتفكك منطقها طريقة وفاة كثير من الصحابة الأجلاء الذين ننزههم عن سوء الخاتمة، وأرجو أن يقرأ الجهبذ مصطفى حسنى طريقة وفاة ثالث الخلفاء الراشدين عثمان ذى النورين، وكيف قتل بأبشع طريقة، وكذلك وفاة على بن أبى طالب كرم الله وجهه وكذلك حفيد الرسول وسيد شباب أهل الجنة الحسين وكيف جُز الرأس فى كربلاء وداست الخيول فى برك الدماء إلى آخر أفظع الحكايات مأساوية فى التاريخ الإسلامى، ليقرأ معلم الأجيال مصطفى حسنى كيف قتل محمد بن أبى بكر نجل أول الداخلين فى الإسلام ورفيق الرسول فى الغار محروقاً فى جوف حمار بأوامر من ابن العاص!! هل كل طرق الوفاة تلك من الممكن أن تطلق عليها سوء خاتمة؟! إذن لا تتحدث عن سوء الخاتمة وأنا لا يهمنى أتاتورك ولست فى مجال الدفاع عنه، ولكنى فى مجال الدفاع عن صورة دين شوهه البعض وجعلوه كوكتيل انتقام ورعب وتشفٍ، كنت أتمنى منك أيها الداعية المكتسح أن تقول ما قلت باللغة التركية، وتشتم معشوق الأتراك وبانى نهضتهم الحديثة، لترى ما سيحدث لك على الهواء مباشرة من الناس العاديين وليس الشرطة التركية، فالأتراك يحتفلون بذكراه بكرنفالات لا يحدث مثلها فى أى بلد فى العالم، وما زال ميعاد وفاته ميقاتاً للحزن والحداد كل عام، وكل من يزور تركيا وتصادفه هذه الذكرى يعرف قدر هذا الرجل ومكانته عند الأتراك، أما الكلام عن صراخه وتجعيره فكل من شاهد القصر الذى كان يسكنه أتاتورك يعرف مدى عبط هذا الكلام وسخافته، فلو كان يسكن هذا القصر الرهيب ديناصور أو تنين وظل يصرخ لما سمعه حتى الجناينى، مش سكان تركيا!! ولا يساوى هذا الكلام فى العبط والتخريف سوى كلام مماثل يقوله الإخوان ومهاويس الخلافة التى ضيعها عليهم أتاتورك، يقولون إن أتاتورك مات من قرص النمل الأحمر الذى لا يوجد إلا فى الصين!! الذى ظل يقرص فى أتاتورك حتى جعله يهرش طيلة حياته حتى أمام الزعماء والأصدقاء حتى أصبحت فضيحته بجلاجل! مما ذكرنى بفيلم إسماعيل ياسين والشاويش عطيه وبودرة العفريت، كوميديا سوداء لا تجدها إلا فى الأمخاخ العنكبوتية لساكنى كهوف الخلافة من الداعشيين الجدد، نمل ومش موجود إلا فى الصين وطبعاً شوية بهارات زهرى على سيلان على هرش على صراخ، باختصار ميلودراما هندى لم أر مثلها منذ فيلم سانجام. أخيراً هل تعرف أن أتاتورك مات بتليف فى الكبد ويلقى نفس مصيره سنوياً أكثر من مليون مصرى مسلم موحد بالله غلبان بيصلى الفرض بفرضه ومن الممكن أن يكون قدره عند ربه أفضل من كل الدعاة الكاجوال الذين يتقاضون الملايين لقاء كل هذا الغثاء الذى يلقونه فى وجوهنا كل يوم على الشاشة، ولكن هذا الغلبان قاده سوء حظه إلى عدوى فيروس سى أو بى، التى انتهت به إلى تليف أو سرطان، فهل بمجرد هذا الموت من التليف نطلق على هؤلاء الغلابة موتى بسوء الخاتمة، حسب الرأى الشرعى لفضيلة الشيخ مصطفى حسنى؟!