مصر هى البلد الوحيد فى العالم الذى اخترع فناً للندب على الميت، وهو فن العديد، ومصر هى البلد الوحيد الذى يموت من أبنائه العديد تلو العديد لسبب لا يحدث فى بلد آخر وهو أن هذا البلد قرر أن يحارب الإرهاب الدينى ولا يرضخ لابتزازه!، انفتحت على مصر كل أبواق الإرهاب العالمية، نهشت فى لحمها كل ضباع الأرض النتنة من قاعدة وأنصار بيت وجهاد وأجناد وجيش إسلامى حر وداعشيين وطالبانيين.. إلى آخر قائمة البرابرة الجدد من شرق وغرب وشمال وجنوب، حتى مجانين أوروبا ممن قرروا الدروشة على الطريقة الطالبانية صارت مصر هدفهم، لكن هل سنكتفى بالعديد والندب واللطم والصراخ والجنازات وسرادقات العزاء كمخدر وفضفضة وتفريغ؟، أم لا بد أن نضع خطة لاجتثاث الإرهاب من هذا الوطن المكلوم، خطة لها جناحان؛ واحد قصير المدى والآخر استراتيجى طويل المدى، الأول والمهم الآن وحالاً هو أمنى ويحتاج مع السلاح الشرطى والحربى إلى سلاح قضائى يتمثل فى عدالة ناجزة وقضاء حاسم، ومعنى الحسم ليس السريعة والتسرع والحكم الظالم، ولكن أيضاً ليس معنى العدل والتروى أن أنتظر خمس سنوات لكى يحكم على إرهابى، كما حدث فى قضية مقتل ابنة مطربة شهيرة أخيراً!، نحن نثق فى القضاء المصرى وأنه يتوخى الحذر ويدقق فى الأوراق، كل هذا موافقون عليه، بل نطالب به، ولكن فى نفس الوقت لا يجب الاستجابة لخداع المتهمين وألاعيب حواتهم بالتسويفات والتأجيلات والهجوم على القضاة حتى يتنحى بعضهم ويستشعر بعضهم الآخر الحرج فيبدأ نظر القضية من جديد وهكذا دواليك ليظل حبارة وأمثاله فى فسحة أسبوعية ويظل زعماء الإرهاب من الجواسيس والعملاء وكارهى هذا الوطن يأكلون البط ويراكمون الدهون والكروش وأولادنا وأخوتنا يموتون على الحدود، لا نطالب بعقوبات دون أدلة وتحقيق وتدقيق، ولكن نطالب بالإنجاز وبالحسم حتى ولو بالبراءة لنبحث عن المتهم الحقيقى الآخر الخفى إذا لم يكن المتهم هو حبارة ومرسى وبديع، لا نطالب بفرض إدانة مسبقة لكن ريحونا وريحوا أمهات الشهداء وشيلوا الغمامة من على عيوننا، إحنا عارفين إن الطريق طويل لكن باختصار ومن الآخر وبالنسبة لمن هم فى السجون الآن بتهمة الإرهاب خلصونا، خلصونا لكى لا يظل هؤلاء وقوداً لنار جديدة ونداهة لدماء جديدة، حبال الصبر ذابت، قولوا لنا هل من نراهم خلف القضبان متهمون أم أبرياء؟، ولو كانوا متهمين لماذا هذه السلسلة من التأجيلات المتباعدة التى ستنتهى فترة رئاسة السيسى ونحن ما زلنا نرى ونسمع هتافاتهم ومشاغباتهم أثناء المحاكمة، وأعتقد أننا سنرى أطفالهم الذين أنجبوهم داخل السجن بالخلوة الشرعية القانونية!.