لماذا يقدم لنا فنان بحجم عادل إمام مسلسلاً مهلهلاً بهذا الشكل؟، لماذا السلق والاستسهال والقص واللزق وفخفخينا الإفيهات القديمة والضحكات المحفوظة والنكات المكررة التى يتحفنا بها يوسف معاطى فى كل حلقة من حلقات صاحب السعادة؟، انتظرت حتى منتصف رمضان متمنياً أن يكون ظنى خطأ وأن يكون ما يحدث أمامى من عبث فنى هو تمهيد لأحداث درامية مؤثرة، ولكنى أصبت بصدمة؛ فالمسلسل عك درامى بامتياز وعبث فنى مع مرتبة الشرف، البطل «بهجت» شخصية درامية ليست من لحم ودم ولا تقدم نفسها إلا من خلال كلام وأحاديث المحيطين، يحكونه لنا على أنه زوربا اليونانى وللأسف لا نجد إلا شخصية باهتة وفقيرة ومسطحة درامياً، حلقات وحلقات عن غضب الزوجة لبلبة وهجرها للمنزل نتيجة خلاف كان من الممكن أن يحسم بمجرد سؤال عن سبب وجود زوجها فى الشقة، وقبلها خلاف حاد بمجرد أن رأت زوجها يحمل طفلاً اتهمته بأنه ثمرة علاقة آثمة، شخصيات البنات وأزواجهن سطحية ومرسومة بسربعة وسطحية، محاولة انتزاع ضحك بإيقاع ممل مثل تكرار صراخ الجار من إزعاج عائلة «بهجت» وإفيهات الأطفال الذين نعتقد أن مجرد نطق أحدهم لجملة من جمل الكبار كاف لإثارة الضحك، استخدام الأطفال بهذه الصورة التى ظهرت فى المسلسل مقززة وكريهة، تعاملهم مع المدرس ممجوج ولا يثير الضحك بل يثير القرف، أما المدرس نفسه الذى يعمل خادماً عند بهجت «تخليص حق» لسداد الأقساط المتأخرة، مدرس مرمطون يغسل الهدوم وينشرها فى الخرابة، كائن لزج مهزأ يتحدث بلهجة عجيبة غريبة وعادل إمام يضحك ويسخر ويصفع!!، تأتى الطامة الكبرى وزير الداخلية وعائلته، لا يمكن أن تكون عائلة بهذه النمطية الروبوتية، تجهم دائم من الأب وتخشب مزمن من الأم، أما الابن فحدث ولا حرج تخيلوا ضابط مباحث وابن وزير الداخلية وزملاؤه لا يعرفون أنه ابن وزير الداخلية!!، إفيهات تثير الغثيان مثل إيفيه تناوله للطعام مع حبيبته بنت بهجت ولحوسة الكاتشب أو المايونيز أو الآيس كريم وكأنهم أطفال ببافتة!!، ما هذا العبث وما هذه التفاهة؟، ويا ريت بعد كده بنضحك!، إنه مسلسل الاستسهال والسربعة والسلق، يا خسارة كنت أنتظر مزيداً من التدقيق والتريث والحفاظ على التاريخ الممتد الجميل.