أهل غزة الغلابة ضحايا لا ذنب لهم، وقعوا بين فكى كماشة إسرائيل وحماس، مطرقة إسرائيل الوحشية العنصرية وسندان حماس الإخوانية الإرهابية، مطرقة المحتل الخارجى الإسرائيلى شرسة، وسندان المحتل الداخلى مرعب، الاثنان أطماعهما وعقليتهما رأسمالية متوحشة، إسرائيل مخلب قط لرأسمالية السوق الأمريكية، وحماس دوبلير لسمسرة الإخوان وتجارة أنفاق التنظيم. للأسف عنصرى إسرائيلى يحارب عنصرياً حمساوياً، الأول يحارب تحت راية شعب الله المختار، والثانى يحارب بسيف الفرقة الناجية، مفهوم الوطن غائب عن الاثنين، الأول من النيل إلى الفرات، الثانى طظ فى الوطن وليحكمنى ماليزى إخوانى أفضل من ابن وطنى المسيحى أو حتى المسلم غير الإخوانى. هل تتصور حماس أنها ستستطيع إزالة إسرائيل من الوجود كما تدعى فى أدبياتها؟. هناك فرق أكيد وواضح بين الرغبة والأمنية وبين الوهم والجنون، إذا كانت حماس تعتقد أن هذه الصواريخ الفشنك التى لم تصب إسرائيلياً واحداً بكدمة هى الأستيكة التى ستمحو إسرائيل من على الخريطة، فعلى قادتهم أن يكشفوا على قواهم العقلية!. أطفال رقابهم مقطوعة وأطرافهم مبتورة وشوارع غزة غارقة فى الدم وهناك من ما زال يقارن خالد مشعل بجيفارا، هل تعرفون أن جيفارا صاحب الصدر المسلول والسعال المزمن كان يحارب فى أحراش بلاده كأى جندى بسيط لا يمتلك إلا سلاحه ولفافة تبغه وصدره العارى؟ بينما خالد مشعل يحثنا على القتال ويطلب نجدة جيش مصر الذى قال عنه قادة تنظيمه المغاوير «جيش نوال والمكرونة»، يطالبنا بالصمود والتصدى من داخل سويت فندق السبع نجوم فى الدوحة، وعلى بعد أمتار قليلة منه أكبر قاعده أمريكية فى الشرق الأوسط. يرد إخوانى ربعاوى معتق: ستنتصر حماس كما انتصرت فيتنام، وسيحتفل مشعل وهنية بتحرير فلسطين كما احتفل هوشى منه بتحرير فيتنام، فقلت: هوشى منه كان شعاره فيتنام أولاً ولم يكن شعاره التنظيم الدولى للإخوان أولاً وأخيراً، هوشى منه ساعده التوازن الدولى فى ظل صراع الدب الروسى والعم سام المتكافئ، هوشى منه كان يعتمد على وجبة الأرز المغموسة فى عرق الفلاح الفيتنامى ولم يكن يعتمد على سمسرة تجارة الأنفاق وتجارة العملة وتهريب البنزين والسولار والسيجار. يا ليت حماس كما تعلم الفلسطينيين قواعد الانتحار، أن تعلمهم أيضاً حب الحياة، كما تدق رقاب المعارضين وتكسر سيقانهم وتلقى بهم من أعلى مآذن الجوامع وتحرض على أتباع الديانات الأخرى، أن تدق باب الأمل وتنهض بالمستشفيات وتحرض على العلم والإبداع والعمل، يكفى أن هنية عندما أراد علاج ابنته عالجها فى إسرائيل، ويكفى أن من حول اغتيال مشعل بالسم هى إسرائيل ومن أنقذه من الموت هى إسرائيل أيضاً!. كما أن قادة حماس يحفظون عن ظهر قلب رسائل حسن البنا ويقرأون -كما المحفوظات- كتب سيد قطب وخطب القرضاوى، أتمنى أن يقرأوا خريطة القوى على أرض الواقع، وأن يعرفوا أنه لا مفر من الحل السياسى، وأن يتأكدوا أن العلم صار سيد الموقف والآلة العسكرية الإسرائيلية صارت جهنمية بفضل هذا العلم، وأنه لا يمكن لتفجير هنا أو تفخيخ هناك، أو طلقة كلاشنكوف هنا أو صاروخ جراد هناك، أن يجعل ضباع إسرائيل المتعطشين للدم أن يطلبوا العفو والصفح والسماح من أشاوس حماس الملاح، لا تخطف عدة مستوطنين وتقتلهم ثم تنتظر أن يدخل عليك هذا الديناصور الأحمق الأرعن ببوكيه ورد أو يمنحك قبلة فرنسية ساخنة!، لا يمكن لأرنب أن يستفز ضبعاً ويضع الشطة فى مؤخرته وينتظر تحية ومكافأة منه إلا فى قصص الكارتون، لا مفر ولا مناص من الحل السياسى وإقصاء حماس عن حكم غزة.