فوجئت منذ يومين بفيديو مرسل لى على الإيميل، اكتشفت بعدها أنه منتشر بقوة أو بلغة الفيس بوك، «متشير» بقوة على مواقع التواصل الاجتماعى، الفيديو عنوانه: انظر ماذا حدث لإسلام بحيرى الذى طعن فى البخارى؟! لقد أصيب بالبهاق!! ادخل، وقل سبحان الله، هذا مصير كل علمانى وليبرالى يتطاول على الأحاديث!!، الفيديو عبارة عن لقاء تليفزيونى فى برنامج الزميلة جيهان منصور على قناة «التحرير»، وعندما ركزت فى الصورة، وجدت الكاتب والباحث المتميز إسلام بحيرى بشرته سمراء بشدة فى أجزاء، وأجزاء أخرى طبيعية وبسؤاله اتضح أن الحلقة تم تسجيلها بعد يوم طويل من رياضة السباحة!، يعنى الرجل والحمد لله لا يعانى من أى بهاق أو حتى ثعلبة، ضحكت، ولكنها ضحكة مريرة على ما آل إليه حال بعض شبابنا من ضحالة تفكير وانعدام إحساس وشماتة فى المرض، والموت، وانعدام ضمير، وقسوة تشفى وغلظة حس وغباء عقل، وسقم وجدان، وتسمم روح، إلى أين أوصلنا هؤلاء الدجالون الإرهابيون المرضى من تجار الدين، وإلى أين سيوصلوننا بقاربهم الجهنمى الدراكولى؟، من الممكن أن يتحمل مجتمع تفجيرات، وتخريب المبانى، ولكنه لا يمكن أن يتحمل تفجيرات وتخريب الأرواح والضمائر التى يمارسها الإخوان بكل بشاعة وبرود وبانعدام ضمير لم يحدث من قبل فى التاريخ، لو فرضنا أن إسلام بحيرى هذا الباحث الهادئ الذى يفحم أتباع الإسلام السياسى بالمنطق مريض فعلاً، ما علاقة المرض بانتقاده للإسلام السياسى؟!، وهل كل من ينتقد الإخوان أو السلفيين يتعرض للعقاب الربانى؟، وما علاقة المرض بالعقاب الربانى أصلاً؟، وإذا فرضنا أن إسلام بحيرى تجاوز، وهو لم يفعل ذلك، هل الحل هو الرد بالمنطق والحجة، أم الدعاء لله بأن يخسف به الأرض ويرينا فيه عجائبه ويمرضه بالبهاق والبرى برى؟!، أسأل هنا سؤالاً مشروعاً: هل عندما ارتفعت نسبة السكر على أبى إسحاق الحوينى، شفاه الله، لدرجة الغرغرينا التى استدعت البتر وذهب إلى ألمانيا لإنقاذ حياته، كان هذا عقاباً ربانياً؟، هل عندما أجرى محمد حسان عملية قلب مفتوح، ونتمنى أن ينعم الله عليه وعلى كل المصريين بالصحة والعافية، كان هذا أيضاً عقاباً من الله يستدعى الشماتة؟!، هل عندما ذهب الشيخ الجليل الشعراوى إلى لندن لإنقاذ رئتيه المنهكتين من التدخين للعلاج عند طبيب يهودى، كان هذا لجوءاً لحفيد القردة والخنازير، لكى ينقذه من التأديب الربانى؟!، هل الرسول عليه الصلاة والسلام نفسه، وكبار الصحابة والعشرة المبشرون لم يمرضوا أو منهم من تعرض للتسمم أو قتل بشكل بشع؟، سيرد عليك الإخوان مرض العلمانيين انتقام، ومرض النورانيين الإخوان ابتلاء!، ما هذا الخلط والتشويش المخزى الإجرامى الذى أفشته هذه الجماعة الإرهابية فى نسيج ونخاع ووجدان المجتمع؟، وهل كل دراسة أكاديمية ونقاش هادئ حول كتاب البخارى، مع الاعتراف بمجهوده الجبار فى الجمع والتحقيق، إلا أننا فى النهاية نناقش منتجاً بشرياً، اسمه صحيح البخارى، هل هذا يعتبر طعناً، وكفراً، وردة، وخروجاً على الدين وإنكاراً لما هو معلوم منه بالضرورة ويستوجب الدعوة على صاحبه بالمرض؟!، الشيخ الجليل محمد الغزالى الذى لم نعرف عنه علمانية ولا ليبرالية، رفض حديث لطم النبى موسى لملك الموت وفقء عينه، فهل نصفه بالطعان المرتد، ونتمنى له البهاق والإسقربوط؟!، الشيخ محمد عبده، شيخ الأزهر الإصلاحى الجليل رفض أحاديث الشفاعة والتنبؤ بالغيب، فهل سنتهمه بالمروق عن الدين وبأنه انقلابى؟، بل ونذهب إلى أبعد من ذلك فالقرضاوى نفسه، كبير سحرة الإخوان، قال عن حديث الذبابة، لو حذفناه من صحيح البخارى أصلاً ما ضر ذلك دين الله شيئاً، وهو من أحاديث الآحاد، ومن أنكر حديثاً من أحاديث الآحاد، قامت شبهة فى نفسه حول ثبوته ونسبته إلى النبى صلى الله عليه وسلم. لا يخرج بذلك من الدين، فهل «القرضاوى» بهذا الرأى يكون قد ترك «الجزيرة» واستمع إلى إسلام بحيرى على «القاهرة والناس»، واقتنع به وباع دينه الحنيف من أجل دنياه القطرية؟!، يا إخوان يا متأسلمين أرجوكم بلاش فرجة على الأفلام كتير، وخاصة مشهد «شلت يدى»، الذى حولتموه إلى «ابيضّ جلدى»، والعاقبة عندكم فى المسرات.